الحــــــــــــــــــــب فى الله

لقد قالوا و قد صدقوا زمانا ... بأن جنان دنيانا التلاقى

و لكنا و إن طالت خطانا ... فهمس الحب فى الرحمن باقى

نسافر فى أمانينا و نغدوا ... و فى أحداقنا حب الرفاقِ

تمازجت القلوب على ودادٍ ... بلا زيف خفىٍ أو نفاقِ

Dec 22, 2009

ابـراهيـــــــــم 2 + لقاء تدوينى





ابراهيم الجزء الأول ...

توقفنا عندما تهلهلت أسارير ابراهيم لما بُشّر باسماعيل و بدأ برسم الآمال و الأحلام ، ثم ...


ثم يأتى أمر الله بأن يحمل هاجر و اسماعيل بعيدا بعيدا ، إلى تلك الأرض الجرداء ...

ياللوعة ذلك القلب ، ويالروعته لامتثال أمر ربه عن قناعة و رضا .. و ليعد الزاد ، و يرحل مرة أخرى ، وهو يعلم انه مفارق لا محالة ...


و عند المكان المحدد يترك هاجر و اسماعيل ، و يفارق ...

لتناديه هاجر ذاهلة : اتتركنا هاهنا؟؟ ..

فلا يقوى على الرد ، ولوعة قلبه اعجزته عن النطق ...

لتكرر سؤالها ...

لينزل حملا ثقيلا على قلبه ، و تثقل خطواته ...

آلله أمرك بهذا ؟؟...

لتتفجر طاقة الأمل بداخله " نعم " ..

ليكسب اليقين و حسن التوكل على الله جولة أخرى فى حياة هذه الأسرة الصغيرة " إذن لن يضيعنا " ...


و يسير ابراهيم حتى إذا أنئته همومه و ثقلت قدماه عن حمله ، وقف ... ليرتمى بباب خليله ... ليناجى ربه " رب اجعل هذا البلد ءامنا و اجنبنى و بنى أن نعبد الأصنام " فهو الان مفارق لاسماعيل و لا يدرى متى سيلقاه مرة أخرى !! فيارب اجعله يعبدك ، و لا يعبد غيرك ..

" ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم " هو يعلم أنه بيت الله المحرم ، و لكنه مكان قاحل لا يرتاده أنس و لا هوام .. " ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم و ارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون " يا إلهى ، تركهم فى أرض قاحلة لا انس و لا زاد ، و رغم ذلك ... ليقيموا الصلاة ، نعم ... لن ينسوك يا رب ، و رغم ذلك أخاف أن يقولوا نسينا الله ... فيارب ارزقهم الصحبة و المأكل .. فيستشعروا فضلك عليهم بعد هذا القحط فيشكروك ..

" ربنا إنك تعلم ما نخفى و ما نعلن و ما يخفى على الله من شئ فى الأرض و لا فى السماء " ... يارب أنت أعلم بى منى ، و تعلم ما بنفسى ، يارب خفف عنى ...


فيستجيب الله لابراهيم لتتفجر زمزم من تحت قدمى اسماعيل و تهوى أفئدة الناس إليهم ، ثم ليعود ابراهيم فيلتقى اسماعيل ليعود لكنفه و يعلمه ما شاء الله أن يتعلم ، بل و تأتى البشرى بما هو أكبر ...

ألم تمتثل يا ابراهيم لأمر ربك ، فإن الله رازقك باسحاق ، و من سارة العاقر التى لا تلد ... لتنتشى سارة تلك الطاهرة ، تنتشى بالفرحة و ليشاركها ابراهيم فرحة وليده الثانى ... ليشكر الله على فضله و كرمه ... يالسعادة ذلك القلب الرائع ، يالسعادة ذلك الكهل الكبير ... " الحمد لله الذى وهب لى على الكبر اسماعيل و اسحاق "

" رب اجعلنى مقيم الصلاة و من ذريتى ربنا و تقبل دعاء " .. يارب ، جزائى الأكبر ان أظل ببابك دائما ، لا يشغلنى عنك شئ ، فاجعلنى مقيم الصلاة ، دائما احادثك و أناجيك .. و لست وحدى ، أنا و ذريتى و كل من يأتى بعدى .. و إذا أخطأت يوما فى حقك أو أخطأ اى بشر آخر .. " ربنا اغفر لى و لوالدى و للمؤمنين يوم يقوم الحساب " ..


و ليتجه ابراهيم و اسماعيل إلى مكان البيت ليقيماه .. و خلجات قلبه تخفق مع لسانه ، و يشاركه اسماعيل " ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم * ربنا و اجعلنا مسلمين لك و من ذريتنا أمة مسلمة لك و أرنا مناسكنا و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم " هذا الدعاء الذى يأسر قلبى .. بل كل دعوات ابراهيم أستشعرها تمس قلبى من أعمق أعماقه ...

و ياليته توقف عند هذا ، فهاهو القلب الرقيق الذى يحمل هم من سيأتى بعده " ربنا و ابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك و يعلمهم الكتاب و الحكمة و يزكيهم انك انت العزيز الحكيم " مشاعر سامية لا تقف عن حد الذات فقط .. بل لكل البشر ...

ذلك القلب الذى أبى إلا أن يناجى ربه لعله يخفف عن قوم لوط و لا يهلكهم ، فهم جاهلون ... فيأتى أمر الله " يا ابراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء امر ربك " قد نفذ السيف العزل ..ليمتثل ابراهيم و كله اسى ... فياليتهم علموا فآمنوا ، فأنقذوا أنفسهم ...


و لم تتوقف الابتلاءات بحياة هذا البشر الانسان الرسول عند هذا الحد ، بل فى عز فرحته بإقامة البيت ، إذ يأتى أمر الله ، و لينصاع ابراهيم لأمر الله ..

" يابنى إنى ارى فى المنام أنى اذبحك " و رؤى الانبياء حق ... أيقتل ابنه ؟؟ وهو من اشتاق اليه كل هذه السنون ؟؟ .. نعم ، امتثالا و طاعة لأمر الله ، الذى وهبه ولده ، وهو يريد استرداده .. ليطيع القلب عن قناعة و رضا ، و إن كانت اللوعة تسيطر على كل خلية من خلاياه ..

ورغم أن ابراهيم ماكان ليعرض عن تنفيذ أوامر الله .. إلا أن رفق ذلك القلب تجلى بأوضح صورة عندما أخبر اسماعيل .. " فانظر ماذا ترى "!! .. ربما أراد أن يختبر ايمانه اسيعترض فيستحق تلك القتلة ؟؟... ام سيمتثل و يعينه على أمره ؟؟!!...

ليكسب حب الله و طاعته جولة أخرى فى حياتهم .. أرى ابتسامة اسماعيل الحانية المشفقة بابيه ، فلاغرو أن يرث رحمة والده ليهمس بأبيه " يا أبت افعل ما تؤمر " .. نعم ، يعلم انه أمر الله ، و مثلما امتثلت ، لم أكن أنا لأعصى .. " ستجدنى إن شاء الله من الصابرين "...


هاهو ذا أنامه على الارض ، و يحمى سكينه حتى تقوم بعملها ، و يضع ابراهيم السكين على رقبة اسماعيل و يبدء فى ذبحه ، ليُذبح قلبه هو مع كل حركة من يده ، و رغم ذلك لا يبدى أى اعتراض على أمر الله ... فالله حبيبه الأكبر ، و كل ما يأمر به هو الخير ..

و لكن ... ويالعظمة الخالق الرحمن العليم بحال عبده ، لتتجلى معجزة أخرى كرامة و عزة لابراهيم ..

" فلما أسلما و تله للجبين " .. أسلما ، سلما أمرهما لله طاعة و حبا ، ونفذا ما أمرهما به ... أتت هدية الله لهما " و فديناه بذبح عظيم " فداه الله بذبح عظيم .. ليخفق القلب و يخفق .. بشدة ، و يلهج اللسان بالشكر و لتختلط الدموع بالفرحة ، و حمدلله على نعمه و فضله و كرمه ...

و ليكن الخير أن أصبحت منسكا لكل أمة الاسلام تتجلى فيها رحمة الله و تذكرة دائمة بان من يطيع الأوامر عن قناعة و رضا ،لابد له من كل ضيق فرجا ... فسبحانك يالله ...


و ليظل ذلك القلب حاملا هم كل البشر من بعده ، فقد علم و رأى بعينه قوة و عظمة و رحمة الله ... " رب العالمين * الذى خلقنى فهو يهدين * و الذى هو يطعمنى و يسقين * و إذا مرضت فهو يشفين * و الذى يميتنى ثم يحيين * و الذى أطمع أن يغفر لى خطيئتى يوم الدين " ... فهو يريد للكل أن يعلموا كما علم ، و أن يسمعوا و يطيعوا كما سمع و أطاع ...

" ووصى بها إبراهيم بنيه و يعقوب : يابَنِىّ إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون " ... الله ذلك الحبيب ، و الملاذ و الملجأ ... الله ، اصطفى لكم الدين ... هو اختار و ليس بعد اختياره اختيار .. فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون .. لا تحيدوا عن الطريق المستقيم ، فتسلكوا طريق الهلاك ...


و ليسلم ذلك القلب مفاتيحه لخالقه ، و لتصعد تلك الروح الرائعة لبارئها ... و لتفقد الأرض واحدا من أعظم من عرفت ... انسان رسول ، علم الله منه قوته فى الدين ، و رحمته بكل كائن ، فاصطفاه لرسالته .... ولو علم الله منا قوة فى الدين بجانب تلك الرحمة ، لأصطفانا لمنزلة نكون فيها اقرب إليه ...

فاللهم " اجعلنا مسلمين لك ، و من ذريتنا أمة مسلمة لك ،وأرنا مناسكنا و تب علينا إنك انت التواب الرحيم " ....


أتمنى فعلا بعد ما تقرؤوا البوست دا ... تسمعوا الايات اللى بتتعلق بقصة سيدنا ابراهيم بصوت الشيخ عبد الباسط ، و حاولوا تسمعوها بقلوبكم .. بجد هتحسوا احساس تانى خااااااالص ...

و ادعولى بجد ، و مش عاوزة حد يكون زعلان منى خالص ...

حقيقى .. بأحبكم كلكم فى الله ... :)

*********

أما بئا اللقاء التدوينى .. فـ إن شاء الله يوم الجمعة 25- 12-2009

فى لقاء تدوينى منصوراوى ... يبدأ فى العاشرة صباحا بتوقيت المحروسة ،

هنتجمع الأول فى نادى الأطباء ، و بعدين هنشوف هنعمل ايه .. دا طبعا طبقا لآخر التعليمات المكتوبة عند صبرنى

و طبعا اللقاء مفتوح ، و نتمنى تشرفونا كلكم

أوعى حد يغيييييب ... << يارب ماغبش أنا :(


10 comments:

نعكشة said...

جزاكِ الله خير الجزاء و الله

هوه انا كان عندي سؤالين في السياق و نسيتهم
ورجعت قريت تاني كذا مرة يمكن افتكر معرفتش

فقولت مفيش نصيب
بس بجد بجد
ربنا يباركلك يا رب

ويجعله في ميزان حسناتك

آمين

سلامٌ عليكِ

فارس عبدالفتاح said...

يعني محبكتش الاجتماعات الا وانا مسافر طيب كنتوا عملتوها وانا في مصر

يله ملناش نصيب

قال مجاهد في قول الله تعالى: "ضيف إبراهيم المكرمين"

قال: قيامه عليهم بنفسه

ما كرامة الضيف? قال: طلاقة الوجه.

العجلة من الشيطان إلا في خمسة أشياء، فإنها من السنة: إطعام الضيف إذا حل، وتجهيز الميت، وتزويج البكر، وقضاء الدين، والتوبة من الذنب.

وقال: من أطعم الضيف لحماً وخبز حنطة وماءً بارداً فقد تمم الضيافة.

قال الأعمش: كان الربيع بن خيثم يصنع لنا الخبيص ويقدمه ويقول: اللهم اغفر لأطيبهم نفساً، وأحسنهم خلقاً، وارحمهم جميعاً.

اللهم لا أحيط بنعمك علي فأعدها، ولا أبلغ كنه واحدةٍ منها فأحدها.

: أعوذ بك من عذابك الواقع، الذي ليس له دافع، وأسألك من خيرك الواسع، الذي ليس له مانع.

اللهم إني أعوذ بك من سلطان جائر، ونديمٍ فاجر، وصديق غادر، وغريم ماكر، وقريب مناكر، وشريكٍ خائن، وحليفٍ مائن، وولدٍ جافٍ، وخادم هافٍ، وحاسد ملافظ، وجارٍ ملاحظ، ورفيقٍ كسلان، وخليلٍ وسنان، ومركوبٍ قطوف، وزوجةٍ مبذرة، ودارٍ ضيقة.

salma mohamed said...

رائع جزاكِ الله خيرا يا جميل,
فعلا بتخلي الواحد يتذكر ويستشعر حاجات كانت غايبه عن باله.

blue-wave said...

بجد جزاكى الله خيرا على تذكرتنا بتلك الأحداث الرائعه
تحياتى

Nostor Azzuro said...

لو الناس كلها تسمع كلام ربنا زى ابراهيم

كان الكون كان بقى مكان جميل جدا

وردشان smilyrose said...

وحشانى يا نسيانى

اخبارك ايه

يارب تكونى بخير

جميل جدا ان تكونى سببا فى ما تحمله

قلوبنا من جميل وعرفان عن سرد

قصة نبينا الحبيب خليل الله

جزاكى الله خيرا

وربنا يعينكم على عمل الخير يارب

قلم رصاص said...

السلام عليكم

احييكي على القصة الرئعة لنبي الله ابراهيم عليه السلام

وبخصوص اللقاء ..أتمنى أن يكون لقاءا ناجحا ومفيدا ان شاء الله

العلم نور said...

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين .. آمين

سلمت أناملك ونفع الله بك الأمة الإسلامية العربية

Anonymous said...

كل سنة يارب,وانتي طيبة :)

أنا بعت ليكي إضافة على الفيس بوك على فكرة:)

أنا بجد نفسي أشوفك,إنتي والكل بجد إللي قابلتهم


سلمي عليهم كتير قوي

وعلى البنات,لو حضروا من المنصورة

دعاء,وميادة,ومي,والكل :)


علشان هسافر يومها,كنت اتمنى اشوفكم:),رغم إني مش مدونة بكتب شيء,بس مش مهم :)

أانا آسفة,بعت ليكي اني نفسي اكلمك بجد,بس اتلخبطت كتبت فين,ومعرفتش اتلخبطت بجد

فبعت ليكي اضافة على الفيس بوك على فكرة

ربنا يوفقك,ويارب تكوني بخير:)

سجود said...

السلام عليكم
القصه جميله طبعا وانا بحب قصة سيدنا ابراهيم
ويارب اللقاء يبقي حلو وابقوا افتكرونا بأي لقاء في طنطا كده
هههههههههههههه