الحــــــــــــــــــــب فى الله

لقد قالوا و قد صدقوا زمانا ... بأن جنان دنيانا التلاقى

و لكنا و إن طالت خطانا ... فهمس الحب فى الرحمن باقى

نسافر فى أمانينا و نغدوا ... و فى أحداقنا حب الرفاقِ

تمازجت القلوب على ودادٍ ... بلا زيف خفىٍ أو نفاقِ

Dec 13, 2009

خـطـــوات



صيحات و صرخات ... وضوضاء صاخبة ..

و وقع خطوات هنا و هناك ،

و صدى الخطوات يدق داخلها و كأنه ناقوس إنذار ...


لكم مر عليها من خطوات و خطوات ،

لكم آلمتها خطوات ، و اسعدتها أخرى ..

لكم ابتأست لخطوات ، و انتشت لأخرى ...


غريبة هى تلك الخطوات ، و صداها بداخلها ...

فمنذ أن بدأت المسير ، و هى تفتقد تلك الخطوات التى تتآلف مع طريقها ،

افتقدتها طول رحلتها ، و لكنها ما زالت تبحث عنها ..


خطوات تلاحقها من بعيد ،

كانت تبعث فيها الأمل ،

تهدئ من سرعتها لكى تستطيع اللحاق بها ،

لكنها ما إن تقترب ، حتى تشعر بتنافر غريب ،

و عدم تآلف طريقها مع تلك الخطوات ...

تسرع هربا من صدى تلك الخطوات فى نفسها ...


تسمع أخرى تبتعد بوقار ...

فتسرع فى سيرها ، لعلها تدركها ،

فلربما وجدت ذلك التوافق مع طريقها ...

لكنها حين تقترب ، تكتشف زيف الوقار ،

ليتصدع بصدى هذه الخطوات ...


خطوات أخرى ،

ما إن تستشعرها عن بعد ، حتى يدب الرعب فى أوصالها ،

فكل خطوة كأنها زلزال يزلزل كيانها ...

تهرب مبتعدة عن اى سطح قد تطؤه هذه الخطوات ...


و أكثر ما كانت ترهبه ،

هى تلك التقاطعات التى يجب ان تعبر فيها ، أو يعبرها الآخرون ...


كانت تخشى من وقع خطواتها عليهم ،

كما كانت تخشى من وقع خطواتهم عليها ..


الخطوات و اصداؤها كثيرة ، مختلطة مداخلة ،

تجلعها مشتتة ، فاقدة التركيز ...

و لربما تثير خوفها


كلما مضت فى الطريق ، شعرت بوقع الخطوات فى نفسها أشد ،

صدى الخطوات يقرع كيانها و بعنف ،

حاولت أن توقف سماع هذه الخطوات ، أن تتخلص من صداها بداخلها ،

الصوت يشتد و يشتد ...


صداع عنيف يكتنف رأسها ،

ثقل أبى إلا أن يغلق عيناها غصبا ...


رفعت كفاها لتصم أذناها ،

عبرات تدافعت محاول التخفيف من حدة ذلك الصداع ..

ألم أجبرهاعلى أن تركض و تركض بكل ما أوتيت من قوة ....


فجأة ...

انتبهت على وقع هذه الخطوات التى تلاحقها ...

زادت من سرعتها ، فهى تريد الهرب ..


أبت الخطوات إلا أن تزيد من سرعتها لتلحق بها ،

أضطربت ...

خففت من سرعتها .. فخففت هى الأخرى من سرعتها ...

سارت فى خطوات وئيدة ... سارت هى الأخرى فى خطوات وئيدة ..

توقفت ...فتوقفت ...

استأنفت ... فاستأنفت ...


أسعدها وقع هذه الخطوات فى نفسها ،

فلأول مرة تشعر بذلك التآلف مع خطوات كهذه ..

انسابت دموعها دون أن تشعر ،

بدأت حدة الصداع تخفت شيئا فشيئا ...

و همت ان تطلق سراح أذنيها ....


فجأة ...

أدركت و لأول مرة أنها كانت تصم أذناها ...

ذهلت ...

تسمرت مكانها عندما أدركت الحقيقة ...

و تسائلت كيف لم تسمع هذه الخطوات من قبل ؟؟!!


ثم لم تلبث أن تنهدت بعمق ،

و ابتسمت ابتسامة ارتياح خفيفة ،

ثم وضعت كفاها فى جيبى سترتها ،

لتستأنف المسير ...

فيكفيها أنها تآلفت مع ..... وقع خطواتها



12 comments:

فارس عبدالفتاح said...

ههههههههههههههههي

واخيراً امسكت بأول تعليق على هذه الخطوات التي تصف وتشف

مسدس صغير said...

ثم لم تلبث أن تنهدت بعمق ،

و ابتسمت ابتسامة ارتياح خفيفة ،

ثم وضعت كفاها فى جيبى سترتها ،

لتستأنف المسير ...

فيكفيها أنها تآلفت مع ..... وقع خطواتها

كلمات رائعة احسها فى وقع خطواتها

احييكى عليها

mohamed ghalia said...

جميل أوى بجد اسلوب عرضك يادكتور
ربنا يكرمك ويسعدك دايما

blue-wave said...

هكذا نحن
لا نكف عن الخوف
حتى نتالف معه
تحياتى

قلم رصاص said...


السلام عليكم

أحييكي على هذه الكلمات الرائعة

"فيكفيها أنها تآلفت مع ..... وقع خطواتها "

ياسلااااااام

بجد نهاية رائعه

فلسفة دي ولا ايه بقى

هههههههههههههه

في امان الله

mimi said...

تسلم الخطوات واللي كتبت خطوات
تحياتي يا همس .. ومنورة المدونة حمد الله علي السلامة
عاملة إيه وإيه أخبارك وليه الغيبة الطويلة دي ؟

سجود said...

السلام عليكم
جميل البوست والاسلووووووب
تسلم ايدك

z!zOoOo said...

السلام عليكم

كيف احوالك

اسئل الله أن تكوني بكل الخير

كثيرا وكثيرا ما نحاول ان نتألف ونتماشي مع خطي وعقول الاخرين

وكثيرا ما نحاول أن نعرف أيهم يلائم كيمياء نفوسنا وعقولنا

ونحن قدر المستطاع أن نجتذب ونكتسب حبهم ووصالهم

ولكن قلما ننتبه او نحاول ان نتواصل مع نفوسنا

أو حتي ان نعلم ماذا تريد او كيف تحقق ما تريد

والاهم من ذلك نظل نزدري نفوسنا

ولا نعرف لحظه كيف نحبها

فأول الخطوات للتواصل مع الاخرين وحب الاخرين

هو تواصلنا مع أنفسنا وحبنا لأانفسنا وتقبلها

ومن ثم سنعرف كيف نتواصل ونحب الاخرين

فكذلك شعرت فيما خطته يداكي

وفيما نسجه خاطركي

وكم عانيتي خوفا من جرح الاخرين

وخوفكي من تقارب خطاكم كي لا تعرفيه وترتبط ارواحكم

وفي النهايه تصدمين فيه

واخر ما شعرتي به انكي اكتشفتي

أن نفسك هي من تحاول اللحاق بكي

وأنتي ايضا تنفرين منها

خوفا ان تجرحي نفسك

من كثره الرهبه

ولكن عندما حاولتي ان تنصتي جيدا لتلك الخطوات

أدركتي أنها ذاتكِ هي من تبحث عنكي

واخيرا ما تألفتي معها

فهل حقا وفقت في فهم ما تقصدين

إن كنت لم افهم

فأنتظر منكي التفسير

لكن بعيدا عن كل ذلك

رائع هذا السيل من المشاعر الجياشه الصادقه

التي تعبر عن مزيدا من المشاعر الانسانيه المتخوفه المضطربه

والمرهفه ايضا

عذرا علي التقصير

لكي مني كل الود

وأأمل دوما زيارتكي وتواصلكي

دمتي بكل ود

في رعايه الله

اسماء واحلام فى وجدانى said...

جيت اسلم عليكى لانى بعيد من فترة وحضرتك كمان من فترة يعنى تعادل والحمدلله ويارب نتعادل فى الاسهم كمان
هاسلم على اخواتى وارجع اقرا خطواتك
حمدلله على سلامتك يا همس الروح

salma mohamed said...

اهم حاجه فعلا التآلف النفسي والسلام مع النفس,
وأي لخبطة وتنافر مع الذات بيكون بداية المشاكل.

صوت من مصر said...

اشعر بها

فشكووول said...

ازيك يا سول