الحــــــــــــــــــــب فى الله

لقد قالوا و قد صدقوا زمانا ... بأن جنان دنيانا التلاقى

و لكنا و إن طالت خطانا ... فهمس الحب فى الرحمن باقى

نسافر فى أمانينا و نغدوا ... و فى أحداقنا حب الرفاقِ

تمازجت القلوب على ودادٍ ... بلا زيف خفىٍ أو نفاقِ

Dec 18, 2009

إبــــــــراهيـــــــــــــــــــــــــــــــــــم




لست أدرى لماذا سرح بالى بعيدا فى قصته ، رغم ان المناسبة لا تتصل مباشرة به ، و لكن قصته طرقت عقلى و قلبى و بعنف ...


إبــــــــراهيـــــــــــــــــــــــــــــــــــم


ذلك الإنسان الرقراق ..

ذلك .. البشر الرسول ...

ذلك القلب النابض ، رقيق الاحساس ..


كنت دائما ما أتساءل : لماذا خصه الله بـ "خليل الرحمن "؟؟

و لم يخطر ببالى ان الاجابة فى اللقب نفسه ، فيكفى رحمته و رقته ، ليرتقى إلى منزلة الخليل ... عليه الصلاة و السلام ..


تستغرقنى قصة سيدنا ابراهيم إلى أبعد الحدود ، و كلما قرأت قصته ، أستشعر ذلك الحبل المتين الذى يربطه بسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ، فلا عجب أبدا أن يرث الحبيب تلك الرحمة من قلب أباه ... و أن يُصطفى حبيبا للرحمن هو الآخر ...

أتعجب كثيرا عندما يستشهد أحدهم بموقف نبى من الانبياء ، فيجيب الطرف الاخر بكل سلاسة : أصل أنا مش نبى عشان أعمل كدا ، أنا بشر ... و لم يدرى ان الله ما بعث الانبياء بشرا إلا حجة عليه و قدوة يقتدى بها فى حياته كلها ، و إلا لبعثهم الله ملائكة !!!


لا أريد أن يأخذ الحديث بعدا آخر ... فأنا أريد الانطلاق فى رحاب ذلك الانسان الرسول ، الذى لاقى مالا يطيقه انسان منا ، و رغم ذلك ، قابل كل قضاء الله بنفس راضية ، فلا عجب و قد أقر الله بذلك عندما وصف قلبه بـ "قلب سليم " ، فهو سليم العقيدة ، سليم المشاعر ، سليم فى كل شئ ...


أتأمل فى قصته فأجد ذلك الفتى الذى نبت فى قلبه حب الله ...

أحب الله بصدق ، حتى أنه غار أن يشرك به فى عبادته ، رأى الله نقاء قلبه ، فأختاره لرسالته ...

فلم يلبث أن جهر بها ، و أخذ ينصح قومه و أولهم أباه .... لتتجلى ملامح ذلك القلب الرقيق فى دعوته لأبيه ،

" إذا قال : يا أبت لم تعبد مالا يسمع و لا يبصر ة لا يغنى عنك شيئا " ؟؟!! ...

يا أبت ... تلك الكلمة التى استشعرها خارجة من أعمق أعماق قلبه ، ثم يدعوه ليعمل عقله ،

فهو لم يسب آلهته رغم علمه بأنها لا تملك نفعا و لا ضرا ، لكنه يريد أن يقتنع ليتبعه عن طيب خاطر ... فلما أبى ...

" يا ابت إنى قد جاءنى من العلم مالم يأتك فأتبعنى أهدك صراطا سويا "

يا أبت .. تخرج للمرة التانية برجاء ، فلقد أتاه الوحى من الله ، فأتبعنى ..

أنا ولدك ، لا أريد لك الاذى ، أريد لك الخير .. سأرشدك إلى طريق النجاة .. فلما أبى ...

" يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا "

يا أبت .. تلك اللوعة التى تحملها نبرات صوته ... إياك و الشيطان ، انك تتبع عدو الله و عدوك ، لا تسلك طريق الهلاك بارادتك ... فلما أبى ...

" يا ابت إنى أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا "

يا ابت ... نداء من سدت بوجهه كل الطرق ، فابى إلا أن يبذل آخر محاولاته لعله أن يعى ... إنه الرحمن ، و لكنه شديد العذاب ، و انت علمت الآن انه عدو ، و تتبعه رغم ذلك!!! أتحب أن تصبح وليا لعدو الله ؟؟ ...

فأبى عليه " أراغب أنت عن آلهتى يا إبراهيم " ؟؟ ... تلك الصيحة الهادرة تزلزل كيان إبراهيم ، لا عن خوف ، و لكن عن حب لأبيه .. أوصل به عمى البصيرة أن يدافع عن آلهته هكذا رغم علمه بأنها مجرد حجارة؟؟؟

" لئن لم تنته لأرجمنك و اهجرنى مليا " تهديد ووعيد بالعذاب ... و محاولة لإثنائه عما يدعوه إليه ...


لكن أن يصل الأمر على مساومتى فيمن أحب و أعبد ، فلا ... هنا الفراق ،

و لكن مع ذلك ... يرق قلبه المرهف لأبيه " سلام عليك " .. و الأسى يقطر منها و يدمى قلبه ،

" سأستغفر لك ربى " .. لن أعدم وسيلة لأنقذك بها عما تريد أن تلقى بنفسك فيه ...

" إنه كان بى حفيا " رغم لوعة قلبه ... إلا ان حبه لله اشد ، فهو يعلم أن اختيار الله له ليحمل رسالة هى حفاوة ، رغم صعوبة التكاليف و مشقة الطريق .. إلا إنها حفاوة .. وهو يريد أن يثبت جدارته بتلك الحفاوة ..

" و أدعوا ربى عسى ألا أكون بدعاء ربى شقيا " فهو سدنى و ملاذى ..


ثم يذهب يثبت لهم أنهم خاطئون فيما يتبعون ، فقلبه لا يتحمل رؤية آلهة تعبد دون الله ، كذلك لا يتحمل رؤية قومه يلقون بأنفسهم فى طريق التهلكة ، فحبه لهم و خوفه عليهم أملى عليه أن يهدم تلك الآلهة ثم ليترك معول الهدم على كتف أكبرهم ، ليعترفوا هم انفسهم انهم خاطئين ، و لكن كبر النفس أبى عليهم إلا الرفض ... بل و تعذيبه ، فكيف جرؤ على هدم آلهتهم !!...


فتأتى تلك المعجزة التى ثبتت إبراهيم ، و أثبتت لقومه أنه على الحق ، و لكنه الكبر مرة أخرى ، ليخرج إبراهيم من النار ، و يعتزل قومه ليهاجر بعيدا بعيدا ...


ثم ليبدأ مرحلة أخرى من البحث و التأمل و التفكر فى ملكوت السماوات و الأرض ، ليتثبت أكثر و أكثر أن الله خالق كل شئ ،و أن بيده الأمر كله ، و ليزداد حبا لخالقه ...


و تستمر الحياة ليتزوج إبراهيم من سارة، و يرحل معها ، ليبتليه الله بملك مصر الذى أراد أن يأخذ زوجته ، فما كان منه إلا أن لجأ إلى ملاذه ، يوكل إليه أمره ، ليسيره كيفما أراد ...

ليكون الخير فيما رآه شرا ، فلولا ذلك ماعادت سارة بهاجر ، ليستولدها ابراهيم فتأتيه باسماعيل بعد 86 عاما قضاها إبراهيم يشتاق إلى ولد يحمل اسمه ، و يورثه علمه عن ربه ليظل يعبد على الأرض ...

و تأتى البشرى ، و تلد هاجر اسماعيل ليطير القلب الرقيق مع تلك الهدية التى طال انتظارها ، يا الله ، كم انت رحيم لحال عبدك ...

أتخيل حاله و قد رسم الآمال و الاحلام على ولده ، فغدا يبدأ بتعليمه كل شئ ، ثم .....



ثم نكمل فى البوست القادم إن شاء الله ،عشان عارفة إنى طولت عليكم

سلام ... و لا تنسونى من دعواتكم



19 comments:

♥نبع الغرام♥♪≈ said...

نقول السلام عليكم


وناخد اول تعليق

♥نبع الغرام♥♪≈ said...

والتانى كمااااااااااااااان

كوووووووووووووووول سنه وانتى طيوبة حبيبتى

♥نبع الغرام♥♪≈ said...

وحشتينى أوووووووووووووووووووووووى

ربنا يطمنى عليكى يارب واسمع عنك كل خير

♥نبع الغرام♥♪≈ said...

اروح اقرء بتمعن وارجع اعلق بمزاج

راجعه تانى بس قولت احجزززززززززززززز
سلام مؤقت

blue-wave said...

حقا
اجدتى اختيار من تكتبين عنه
جزاة الله خيرا
وجزاكى به وبنا خيرا
تحياتى

سجود said...

السلام عليكم
مش طولتي ولا حاجه دا القصه جميله وانا بحب سيدنا ابراهيم جدا
وجزاكم الله خير وننتظر الباقي

حروف said...

كلامك حلو اوي يا سوول يااااااااااة بقالي كتير مجتش اعزريني

بس بجد وصفك حلو اوي ومتناولة الموضوع بشكل حلو اوي

وزعلت عشان مكملتيش وقلتي المرة القادمة اخص عليكي

بس كل سنه وانتي طيبة

وردشان smilyrose said...

كل سنة وانتى طيبة

وحشانى جدا جدا جدا

اخبارك ايه

يارب تكونى بخير غايبة عنى بقالك فترة

لعل المانع خير

ما اجمل ما شرد ذهنك اليه

فجد الرسول وقصته الجميلة

وصبره على قومه واهله

قصة تنير باب من يريد نورا

استكمل نوره برسولنا الكريم

كل عام وانتى بالف خير

نعكشة said...

جزاكِ الله خيراً

ماشاء لله

بس انتي مطولتيش
وانا كنت مستعدة افضل اكمل قرايه فعلاً

في الانتظار

سلامٌ عليكِ

أحــوال الهـوي said...

مواضيعك الدينية اشعر فيها بالمجهود و الاجتهاد و حسن الاختيار

و فقك الله و فضلا لا امرا

قمت بنقل بعض المواضيع الدينيه ارجو رائيك
http://ghareed-alkalemat.blogspot.com/

تحياتي

mimi said...

مهما غبتي يا همس برده مش بننساكي
علشان أنتي وموضوعاتك .. حبايبنا

اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت علي سيدنا إبراهيم

تحياتي علي البوست يا سول

salma mohamed said...

كل سنة وانتِ طيبه اولا,
ثانيا بقى انتي ما طولتيش خالص سبحان الله رغم ان الواحد حافظ القصه بكل تفاصيلها الدقيقه لكن اسلوب سردك ليها واختيارك للنقاط الاساسيه وتعبيرك عنها بالكلمات اضفى روحا اخرى للقصه وخساره انك ما كملتيش ):

مسدس صغير said...

عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام
فعلا قصتة تستوقف اى قاءئ
كل ما فيها عبر
اعجبنى عندما قال لأهله هنا الفراق أذا كان ما تدعوننى اليه فراق الحبيب
احييكى على الموضوع الجميل
جزاكم الله خيرا

حـــلـــم كـــان said...

قصه سبدنا ابراهيم من اجمل القصص اللى بحب اسمعها

وانتى مهما طولتى وطولتى كلامك مش هيكفى قيمه سيدنا ابراهيم

قلم رصاص said...


جزاكم الله خيرا يادكتور على البوست الرائع..قصة سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام تأخذنا بعيدا الى حيث دنيا الخير والاخلاص والحب في الله

عاجز عن الشكر والله بجد على هذه البوستات التي تغذي أرواحنا بعطر كلماتها البديعه

كل سنة وانتي طيبة

في حفظ الله

عطش الصبار said...

الله عليكى يادكتور
مع انى قريتها كتير لكن حسيت انك كتبتيها باحساس عالى فخرجت من القلب الى القلب مباشره
شكرا لك
كل سنه وانت بالف خير

جلال كمال الجربانى said...

ونعم الأختيار
أليس هو خليل الرحمن

ودمتِ بخير

yasmina said...

هاااااااااى ازى حضرتك

بجد الموضوع رائع حقيقى
زفعلا كلنا محتاجين اننا نفكر فى معجزات الانبياء ومواقفهم
لاننا بكدة هنستفاد كتييييييير اوى بجد

تحياتى
سلام
واحب احيى حضرتك على مجهود حضرتك فى الموضوع الجميل دة

فارس عبدالفتاح said...

الفرق بين الحادث والمحدث والحديث؛ أن الحادث ما يلحظ نفسه ، والمحدث ما يلحظ مع تعلقٍ بالذي كان عنه محدثاً. والحديث كالمتوسط بينهما مع تعلقٍ بالزمان ومن كان منه.

وهنا شيء آخر، وهو الحدثان ؛ اسم للزمان فقط، لأنه يقال: كان كذا وكذا في حدثان ما ولي الأمير، أي في أول زمانه، وعلى هذا يدور أمر الحدث والأحداث والحادثات والحوادث. وفلان حدث ملوكٍ كله من ديوان واحد وواد واحد وسبك واحد.

قال: ما الفرق بين حدث وحدث? قلت: لا فرق بينهما إلا من جهة أن حدث تابع لقدم ، لأنه يقال: أخذه ما قدم وما حدث؛ فإذا قيل لإنسان: حدث يا هذا. فكأنه قيل له: صل شيئاً بالزمان يكون به في الحال، لا تقدم له من قبل.