الحــــــــــــــــــــب فى الله

لقد قالوا و قد صدقوا زمانا ... بأن جنان دنيانا التلاقى

و لكنا و إن طالت خطانا ... فهمس الحب فى الرحمن باقى

نسافر فى أمانينا و نغدوا ... و فى أحداقنا حب الرفاقِ

تمازجت القلوب على ودادٍ ... بلا زيف خفىٍ أو نفاقِ

Oct 14, 2010

قــدح مــن القــهــــــــوة


احتوت قدح القهوة بين كفيها ، و أطبقت عليه بأناملها ...

أغلقت عينيها ببطء ، و أخذت تستنشق رائحته بعمق ...

كم تعشق تلك الرائحة ، خاصة فى الصباح الباكر و هى ترقب قطرات الندى المتكاثفة ، فالمتساقطة أمام ناظريها ...

كم يبعث ذلك المنظر الهدوء فى اوصالها ، و يعطيعا الفرصة لتشرد إلى اللاشئ ، لتمنح فكرها بعض السكون ...

- اشتقت إليكِ ...

أفاقت من شرودها على قدح القهوة الكامن بين كفيها ، فردت بدهشة :

- أنا أيضا اشتقت إليك ..

- منذ مدة لم أنعم بصباح كهذا ..

أغتصبت ضحكة قصيرة ، و قالت :

- صباح كهذا لا أنعم به إلا عندما أكون فى حالة عدم وفاق ..

- نعم .. و لذلك أتميز بتلك الكثافة الشديدة..

ابتسمت، و شردت مرة أخرى ...

- ما بكِ ؟؟

- لا أعلم .. ربما احتاج لبعض الوقت ..

- لتهربى ؟؟

- بل لأستعد ...

- أتكذبين ؟؟

- بل أحاول أن أتجمل ..

- أمعى تتجملين ؟؟

- بل معها ..

- اعتنى بها ، لقد آذيتها كثيرا فى الآونة الأخيرة ...

- اعلم ..

و حال بينهما الصمت ...

- ألن تصالحيها ؟؟

- أحاول أن اقتنص الفرصة لأصطحبها إلى نزهة ، ثم لنتصالح ... لقد واجهت فى الفترة الأخيرة كم من الصدمات ، ماجعلها عازفة عن كل شئ ... حتى أنا ، عازفة عنى ...

و لمعت عيناها ، فأسرعت تغلقهما ...

- لم تكونا على وفاق منذ مدة ، فلا ريب أن ما واجهها أخيرا ، أبعدكما أكثر !!

- نعم ، و لكننا كنا قد قررنا أن نتصالح ، و ظللنا لعدة ايام فى انسجام حميم ... لكن مع أولى الصدمات ، انفصمت عرانا ، و ذهبت كل منا فى طريق ...

- لأنكما لم تكونا صادقتين ..

زوت ما بين حاجبيها ، و غمغمت :

- ماذا ؟؟

- لقد كانت العلاقة بينكما هشة ، و مع أولى الصدمات انفصمت عراكما ..

صمتت و شردت بعينيها بعيدا :

- صدقت ، ألم أقل لك ، لقد كنا نتجمل !!

- ألن تعودى إليها ؟؟

- لا أستطيع ... حاليا ، ربما بعد فترة ... أشعر بحمل ثقيل ، أريد أن أتخلص منه أولا ، ثم أتهيئ لها ..

- انتِ أيضا واجهتِ كثيرا ، أشعر بشئ تغير بداخلك ..

- صديقاتى يقلن ذلك ... إنها الحياة ، لابد أن تضفى صبغتها !!

أرادت أن ترتشف ما تبقى منه ، فاستوقفها :

- ترفقى بها

ابتسمت فى مرارة ، و قالت :

- اطمئن ، فلن أعدمها شنقا

و حال بينهما رشفاتها المتوالية ، حتى احتسته عن آخره ...

5 comments:

beautiful mind said...

صراحة لقد اسرني اسلوبك
وظللت اقرا الموضوع عدة مرات
اسلوبك اللغوي ممتاز
والفكرة اكثر من رائعه
خمنت انك تتحدثين مع فنجان القهوة عن نفسك
انه الاحساس الاقرب
تقبلي تحياتي

فارس عبدالفتاح said...

اعتقد انه ناقش بين الطموح والاصرار عليه وبين الوجدان والمشاعر .


اعتقد وقد اكون مخطأ ان الطموح هو الذي سينتصر اذا تم تحكيم العقل بينهما .


وانا اريد ذلك اريد ان يفوز الطموح على الوجدان والمشاعر ،، لاني اعتقد انه هذا امر ملح ومزعج ولابد ان ينتهى منه اولا ثم بعد ذلك ينظر الى الوجدان والمشاعر .

لان عصرنا وواقعنا الموضوعي يحتم علينا هذه الضرورة

فارس عبدالفتاح said...

عفواً

اني احسدها على شرودها الى اللاشيء .. فانا لا استطيع ان اشرد الى لا شيء وهذا سبب يجعل عقلي يعمل حتى وانا نائم وهذه مشكلة اعاني منها .

فهنيئأ لها بهذا الشرود الهادي .

Soul.o0o.Whisper said...

بيوتفل مايند
............

أولا بأشكر لك كلماتك

ثانيا باشكرك على تخمينك...فهو التخمين الاقرب ;)

دمت بود

Soul.o0o.Whisper said...

فارس
.....

اعتقاد أقرب الى الصحة :)

و حتما حينما يتم تحكيم العقل ، فرأيه هو الاصوب

و هذا هو المفترض فى كل العصور و الأزمان


و لكن لتعلم أن الشرود بالتشرد
احم احم
قصدى يعنى انها ماتعملتش انها تشرد فى اللاشئ من قليل

فلقد كان عقلها يعمل ليل نهار حتى قاربت الجنون

و لكنها رويدا رويدا أجبرته ان يأخذ برهة من الراحة :)


دمت بود