الحــــــــــــــــــــب فى الله

لقد قالوا و قد صدقوا زمانا ... بأن جنان دنيانا التلاقى

و لكنا و إن طالت خطانا ... فهمس الحب فى الرحمن باقى

نسافر فى أمانينا و نغدوا ... و فى أحداقنا حب الرفاقِ

تمازجت القلوب على ودادٍ ... بلا زيف خفىٍ أو نفاقِ

Apr 30, 2010

نهاية الصيد



معلش يا جماعة إنى قطعت الخاطرة بالبوست اللى فات ... بس قلت يعنى ... فاصل و نواصل :)


يكمل ابن الجوزى كلامه قائلا :( فغاية الأمر أننى أشرع فى التقلل من الدنيا ، و قد ربيت فى نعيمها ، و غُذيت بلبانها ، و لطُف مزاجى فوق لطف وضعه بالعادة " يعنى من الآخر مالقيتش غير انى أقلل بئا من الدنيا ، و أنا اللى اتربيت على الترف و النعيم ، و خلاص اتعودت على المستوى دا ، و كنت مبسوط و مستريح بكدا " فإذا غيرت لباسى و خشنت مطعمى-لأن القوت لا يحتمل الانبساط- نفر الطبع لفراق العادة " فلما بدأت ألبس لبس بسيط ، و يادوب أكل على الأد ، و مش حاجات فخمة زى ما كنت متعود -و دا طبعا لأن اللى باكسبه مش هيكفى انى أصرف و أعيش زى ماكنت متعود- نفسى تقلب عليا لأنها مش متعودة على كدا " فحل المرض فقطع عن واجبات ، و أوقع فى آفات " و تلاقينى مرضت ، و طبعا دا بيخلينى أقصر فى الواجبات اللى عليا ، و طبعا فى سلبيات بتترتب على كدا " ومعلوم أن لين اللقمة بعد التحصيل من الوجوه المستطابة، ثم تخشينها لمن لم يألف سعى فى تلف النفس " و طبعا لما الواحد يكد و يتعب و يلاقى لقمة حلوة ،حاجة كدا تفتح النفس ، بيكون سعيد ، لكن يقوم قالب نظامه مرة واحدة من غير ما يكون متعود على كدا ... دا فيه تلف لنفسه ، و هتقلب عليه "

فأقول : كيف أصنع و ما الذى أفعل ؟ و أخلو بنفسى فى خلواتى ، و أتزيّد من البكاء على نقص حالاتى " فأقعد اقول : طب يارب أعمل ايه؟؟ و اتصرف ازاى الوقتى؟؟ ..و اقوم واخد بعضى و قافل عليا ، و اقعد ابكى على انى مش قادر احقق نفسى فى أى حاجة من اللى فاتوا ..."

و أقول : أصف حال العلماء و جسمى يضعف عن إعادة العلم ، و حال الزهاد و بدنى لا يقوى على الزهد ، و حال المحبين و مخالطة الخلق تشتت همى و تنقش صور المحبوبات من الهوى فى نفسى ، فتصدأ مرآة قلبى و شجرة المحبة تحتاج إلى تربية فى تربة طيبة لتسقى ماء الخلوة من دولاب الفكرة " فلا أنا قادر أكون من العلماء اللى قاعد بوصفهم ، و دا لأنى مش قادر على طلب كل انواع العلوم ، و لا قادر أكون من الزهاد لأنى مش واخد على التقشف و الحياة الصعبة دى ، و لا قادر أكون من المحبين بجد ، و دا لأن اختلاطى بالناس بتخلينى مشتت الذهن ، و غصب عنى بأشوف حاجات اللى من الطبيعى اننا كلنا بنحبها و نشتهيها و نفسى بتروح لها فتلاقى قلبى ماعدتش صافى لحب ربنا و بس ، فتلاقيه قسى ، و شجرة المحبة عشان تكبر و ترعرع عاوزة تربة طيبة تكون المية اللى بتسقيها هى الخلوة و البعد عن الناس و بالتالى عقلى و قلبى يكونوا صافيين خالصين لحب ربنا و القرب منه بس " و إن آثرت التكسب لم أطق ، و إن تعرضت لأبناء الدنيا مع أن طبعى الأنفة من الذل ، و تدينى يمنعنى ، فلا يبقى للميل مع هذين الجاذبين أثر، و مخالطة الخلق تؤذى النفس مع الانفاس " و إن قلت خلاص بئا خلينى أنزل أشتغل أهو أجيب فلوس و أعيش زى ما الناس عايشة ، مش بأقدر لأنى ماتعلمتش صناعة ، و إذا قلت خلاص خلينى أشتغل مع حد من اللى عارفين ازاى يكسبوا بردوا مقدرش لأن طبعى ماقدرش أتذلل لحد ، و كمان تدينى يمنعنى انى أعمل زيهم و أظلم الناس .. و بالتالى بردوا مش عارف أكسب لقمة عيش ، دا غير ان مخالطة الناس أصلا بتتعبه نفسيا و جسديا " و لا تحقيق التوبة أقدر عليه ، و لا نيل مرتبة من علم أو عمل أو محبة يصح لى " فلا أنا قادر أتوب توبة صحيحة نصوح ، و لا قادر أتفرغ للعلم أحصل فيه ، و لا قادر أعمل فأتكسب من وراه ، و لا محبة نافعة لأنها محبة بدون دليل عليها ...")


و توتا توتا خلصت الخاطرة ...

ياللا مرة من نفسكو يكون البوست قصيييييييييير شوية ههههههههه ...

و أشوفكو المرة الجاية ان شاء الله

Apr 25, 2010

عندما نتوه




عندما نتوه فى دروب الحياة ، و لا نجد من يقودنا إلى الطريق الصحيح ...

و نقف حيارى مذهولين ...

متسائلين : ماذا حلّ بنا ؟؟ و ماذا سيحل بنا؟؟!!

أين نحن ؟؟ و من نحن ؟؟!!!

نتلفت حولنا ، فلا نجد سوى صحرا قاحلة ،و شمس آفلة ...

و ظلام يتقدم نحوك فى سكون قاتل ...

تشخص ببصرك إلى أعلى ، فتجد الغيوم قد حجبتك عن باب السماء ...

تشعر بضباب كثيف يكتنفك ..

تصرخ ، تضرب بذراعيك فى اللاشئ ...

تحاول أن تتشبث بأى شئ ...

لا شئ سوى الضباب و الظلمة ...

تشعر بأنك تسقط ...

تتهاوى إلى قاع سحيق ...

الضغط حولك سيفجر رأسك ، دموعك تنهمر فى غير تحكم ...

تضرب بكلتا يديك ، بكلتا قدميك ...

ترتطم ... ليتضعضع جسدك ...

تعتقد أنك قد انتقلت إلى العالم الآخر ...

تفتح عيناك بروية متوجسا ، ماذا عساى سأرى فى هذا العالم المهيب !!...

تصطدم عيناك حال تفتحها بذاك الضباب الكثيف ، الذى ما يلبث أن يخفت تدريجيا ،

لتتضح معالم المكان أمام ناظريك ...

تنهض لتتفحص ما حولك ...

هنا .. تجد بعضا من بقايا طفولتك ، ضحكتك البريئة فى تلك الصورة أثارت شيئا بداخلك ...

طيش الشباب و سكرته ارتسم بكل ملامحه فى تلك اللوحة المعروضة أمامك ...

أما ما تقف أمامه الآن ، فمازال خافت الألوان ، لم تتضح ملامحه بعد ..

لتكتشف ، و ياللقدر .. أنك هبطت إلى قرارة نفسك ...

فرصة من فرص الحياة كفلتها لك لتكتشف حقيقة أمرك ...

و لتعلم أن بيدك أن ترسم ملامح كل لحظة تمر بها ، و لكنك غافل ساه ٍ عنها

تترك ما حولك ليرسمها لك كما يحلو له ...

ثم تجلس أنت لتبكى على ملامحها ، و تندب من فعل بك هذا ،

و لا تدرى أنك من فعلت هذا بنفسك !!!


Apr 19, 2010

حقيقة التكليف !!!



طبعا البوست اللى فات شفنا كلام ابن الجوزى – رحمه الله- وإزاى هو شايف انه مثقل بالتكاليف ، و أخد نفسه كمثال يشرح عليه عبء التكاليف دى ، و طبعا فى تكاليف مفروضة علينا جميعا ، و فى تكاليف حسب كل فرد و القدرات اللى ربنا معطيهاله ...


و أحب يا جماعة أنوه عن شئ ربما هأحاول أتكلم عنه بالتفصيل بس لما أخلص الخاطرة دى ، و هى إنى أوردت الخاطرة دى بالذات لسببين ، الأول : التأكيد على ان السلف كانوا فاهمين التكليف صح ، و مش انى أعتزل الدنيا و كل همى هأصلى اد ايه ، و اذكر ربنا كام مرة و بس – و طبعا الكلام دا أصلا أساسى و مفيش عليه خلاف – لكن بردوا فهموا ان السعى فى الدنيا و التنعم بطيباتها ،و دورة الحياة اللى احنا بنسميها سنة الحياة داخلة فى حيز الدين ، و لما نحاول ندخل الدين فى تعاملاتنا و احداثنا اليومية دا مش استحداث للدين داخل الدنيا ، لا .. دا المفروض يكون فهمنا الصحيح للدين و احنا بنتعامل فى حياتنا عادى ...

السبب التانى بئا : وهو شخصى شوية ، هو انى كل ما بأتعب من مشاكل بأمر بيها من مشاكل الحياة اللى ممكن تصيب اى واحد فينا بالاحباط ... الخاطرة دى بتفوقنى ، و تصبرنى ، و تقولى مش انتى لوحدك اللى كدا ، اللى قبلك بردوا مروا بأشد من كدا ... و رغم ان كلماتها بتجيب لى اكتئاب زيادة ، لكن لما أشوف صاحبها ماستسلمش ،و كفاية ان سيرته و اعماله باقية ليومنا هذا ... بأقول لنفسى دا حجة عليكى ، لأنه فهم صح و حاول يطبق اد ما يقدر ، و رغم انه ماوصلش للى عاوزة تمام ، لكن سعى ، و ماقعدتش يعيط و خلاص ، و يقول هأقدر على ايه و لا ايه ... و أكيد ان شاء الله ربنا هيؤجره على نياته دى كلها اللى هنشوفها فى باقى الخاطرة ، و كفاية بجد ان ذكره لسه باقى لحد النهاردة و بياخد حسنات عليه ، و ان شاء الله يوم القيامة يكون و احنا معاه من أصحاب الجنة ... يااااااااااااارب


نكمل بئا كلامه بيقول ايه؟؟... ( ثم إن العلم دلنى على معرفة المعبود ، و حثنى على خدمته ، ثم صاحت بى الأدلة عليه إليه ، فوقفت بين يديه ، فرأيته فى نعته ، و عرفته بصفاته ،و عاينت بصيرتى من ألطافه ما دعانى إلى الهيمان فى محبته، و حركنى إلى التخلى لخدمته ، و صار يملكنى أمر كالوجد كلما ذكرته ، فعادت خلوتى فى خدمتى له أحلى عندى من كل حلاوة " بيقول لما اتعلمت ، العلم دا عرفنى بربنا – و احنا قلنا قبل كدا ان اى علم نافع لازم فى النهاية بيقودك لربنا – و دفعنى انى اتقرب له بالطاعات ، و لما شفت أدلة محسوسة بتنطق فعلا بوحدانيته ، دا دفعنى بزيادة انى اعبده ، فرحت له ووقفت بين ايديه ، و حاولت انى اعرف صفاته و انى اتلمسها حواليا ، فلما حسيت دا فعلا و شفته ببصيرتى ، و فهمت اللى ورا الاحداث ، و حكمة ربنا منها ... دا خلانى احبه بزيادة ، و اهيم فى حبه ، و بئيت عاوز بس انى اختلى بيه ، و فعلا بئيت اختلى بربى و اعبده بس – خلوا بالكوا هو قال ايه؟؟ دعانى إلى الهيمان و حركنى ، يعنى مش كفاية شعورنا ايه، لا لازم عمل كمان – و بئا كل ما يذكر اسم الله أحس احساس المشتاق لحبيبه ، فأجرى اختلى بيه ، فأصبحت الخلوة دى عندى أحلى من أى حاجة تانية " فكلما ملت إلى الانقطاع عن الشواغل إلى الخلوة، صاح بى العلم : أين تمضى؟ أتُعرض عنى و أنا سبب معرفتك؟ " يعنى خلاص لما جهزت نفسى انى ماعدش اى حاجة هتشغلنى و انى اعيش حياتى فى خلوة بربنا بس ، ألاقى العلم بيوقفنى و يقولى ايييييييه ؟؟ رايح فين؟؟ أنت هتسيبنى و أنا السبب فى انك تعرف ربنا و تحبه كدا ؟؟" فأقول له : إنما كنت دليلا ، و بعد الوصول يُستغنى عن الدليل " فأرد عليه و اقوله : لالالا، انت كنت دليل بس عشان ماكنتش عارف السكة ، انما لما عرفتها خلاااااص ، شكرااااااا كفاية عليك لحد هنا " قال : هيهات! كلما زدت ، زادت معرفتك بمحبوبك ، و فهمت كيف القرب منه ، و دليل هذا أنك تعلم غدا أنك اليوم فى نقصان ، أوما سمعته يقول لنبيه صلى الله عليه و سلم ( و قل رب زدنى علما ) " رد عليه العلم و قاله : بيتهيئلك ، لأنك كل ما هتتعلم ، كل ما هتعرف عن حبيبك زيادة ، و هتعرف ازاى تقرب منه ، و الدليل على كدا بكرة لما تعرف أكتر ، هتعرف انك اليوم كنت ناقص فى علمك ، انت ماسمعتوش وهو بيقول للرسول صلى الله عليه و سلم فى القرآن ( وقل رب زدنى علما ) – و دا يا جماعة الأمر الوحيد فعلا فى القرآن اللى ربنا أمر الرسول صلى الله عليه و سلم بالاستزادة منه ، وهو العلم ، ربنا يعلمنا جميعا يارب ، و يزيدنا علما " ثم ألست تبغى القرب منه ، فاشتغل بدلالة عباده عليه ، فهى حالات الأنبياء – عليهم الصلاة و السلام- أما علمت أنهم آثروا تعليم الخلق على خلوات التعبد لعلمهم أن ذلك آثر عند حبيبهم؟ أما قال الرسول – صلى الله عليه و سلم-( لأن يهدى الله بك رجلا ، خير لك من حُمُر النعم ) ؟ " و بعدين مش أنت عاوز تقرب منه؟؟ خلاص روح علم الناس ازاى تقرب من ربنا طالما انت عارف ، مش دى كانت حال الانبياء عليهم السلام ؟؟ لأنهم عرفوا ان دا أحب لحبيبهم ؟؟ اه ، مانت تقرب للى بتحبه بطريقته هو ، مش طريقتك انت ، انت ماسمعتش حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لأن يهدى الله بك رجلا ، خير لك من حُمُر النعم ) "

فلما فهمت صدق هذه المقالة ، تهوّست على تلك الحالة ، و كلما تشاغلت بجمع الناس تفرق همى ، و إذا وجدت مرادى من نفعهم ، ضعفت أنا ، فأبقى فى حيز التحير مترددا ، لا أدرى على أى القدمين أعتمد " لما فهمت كلامه و عرفت انه صدق ، اتجننت ... فعلا لازم اعمل زى ماهو بيقول ، فأقوم أجمع الناس عشان أكلمهم عن ربنا ، فألاقينى مشتت لأنى لازم اكلم دا بطريقة و دا بطريقة ، و أشرح لدا و أفهم دا .. و لما ربنا يوفقنى و أوصل للى عاوزه أكون خلاااااااااص خلصت ، فأبئا متردد و متحير ، يارب أعمل ايه؟؟ أختلى بيك و اعبدك؟؟ و لا أروح أعلم الناس؟؟ " فإذا وقفت متحيرا ، صاح العلم : قم لكسب العيال ، و ادأب فى تحصيل ولد يذكر الله " فلما اتحير كدا يجيلى العلم : انت مش هتروح تشتغل و لا ايه؟؟ انت مش وراك عيال عاوزين اكل و شرب و غيره ، و كمان تعليمهم ، هما مش دول أمانة عندك و لا ايه ؟؟؟ " فإذا شرعت فى ذلك ، قلص ضرع الدنيا وقت الحلب، و رأيت باب المعاش مسدودا فى وجهى " فأروح عشان أشتغل ، ملاقيش ولا باب مفتوح ممكن أكسب منه ، وصور الحالة زى الضرع لما ييجى وقت حلبه ، متلاقيش فيه لبن !!! " لأن صناعة العلم شغلتنى عن تعلم صناعة " و دا لأن تعلم العلم أخد وقته كله ، و ماقدرش يتعلم اى صناعة .. يعنى بجانب العلم كمان لازم نشتغل و نكسب ، دا من الدين ، مش نتحجج بالعلم !!"

فإذا التفت إلى أبناء الدنيا ، رأيتهم لا يبيعون شيئا من سلعها إلا بدين المشترى ، و ليت من نافقهم أو راءاهم نال من دنياهم ، بل ربما ذهب دينه و لم يحصل مراده " ياااااااااااااه دا الكلام دا كان على ايامه بردوا !! إنه لما بص لحال الناس اللى عاوزين الدنيا حواليه ، لقى انه لازم يتنازل عن حاجات كتير اوى من الدين عشان يقدر يتعامل زيهم و يكسب زيهم ... اه ، لازم يطفف فى الميزان ، و يخدع الزباين ، و يزين الوحش ...و غيره و غيره ، و ياريت فى الآخر بيكسب أكيد ، لا دا ممكن يمشى وراهم و يفقد التعاملات اللى الدين قاله عليها ، و بردوا مايكسبش " فإن قال الضجر : اهرب، قال الشرع :( كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت " وفى رواية يعول" ) ، و إن قال العزم : انفرد ، قال : فكيف بمن تعول " يعنى لما بتضيق بيا و خلاص مش قادر يجيلى الضجر – القلق من الغم – و يقولى :خلاص اهرب و سيب الدنيا دى ، فيجيلى الشرع و يقولى : اقف .. انت مش عارف انه اثم كبير اوى انك تضيع اللى انت بتعولهم ؟؟ ... ايه دا؟؟ يعنى اقوم الصبح من بدرى و انزل الشغل و اتبهدل فى المواصلات و دمى يتحرق فى الشغل و أرجع نفس موال المواصلات عشان انام مهدود و اصحى تانى يوم عشان اجرى الحق .. كل دا مفروض اتحمله ، و ربنا هيؤجرنى عليه .. اه ، أكيد ، طيب مش قادر بردوا ، فيقوم العزم يقولى : خلاص خليك فى نفسك ، كفاية تعول نفسك ، يقوم الشرع يقف لى بردوا : واللى أنت مسئول عنهم دول؟؟؟ " .....


طبعا أنا لو كنت مكانه كنت قلت لكم : غطونى و صوتوا عليا ... :)

اه .. يعنى صراحة ربنا يكون فى عون الشباب ..

و لحد كدا و المأساة لسه مخلصتش صراحة .. بس أنا طولت عليكم اوى ، و المرة الجاية ان شاء الله نختم الخاطرة دى ...


دمتم فى رعاية الله


Apr 15, 2010

رحلة صيد



كيفكم يا شباب؟؟ أخباراتكم؟؟؟

يارب تكونوا كلكوا تمام ، و مزاجكم عال العاااااااااال .. زيى كدا بالظبطططططططططط :(

الله المستعان ...


معلش أنا مقصرة فى الزيارات و الرد على التعليقات ، لكن بجد فى حالة لا تسمح ...

وكنت ناوية الحقيقة إنى أكئبكم بكام بوست كدا ، اشمعنى أنا يعنى اللى عايشة فى الحالة دى – حقد دفين بعيد عنكم ، يا ساااااااااتر يارب ...


لكن أنا قررت إنى أخرج نفسى من الحالة دى لأنى فعلا تعبانة ، و محتاجة شوية أوكسجين ، شوية refreshment

و قلت أخدكم رحلة صيد تانية ... ايه رأيكم ؟؟

خاصة إنى بئالى فترة طويلة مااصطدتش بصراحة ، و نفسى أغير جو ...

طيب ، هيا بنا نصطاد .. و معلش هتكون رحلة طويلة شوية ، ممكن نقسمها على مرتين :)



يقول ابن الجوزى – رحمه الله- : ( قلت يوما فى مجلسى : لو أن الجبال حَمَلَت ما حُمِّلتُ لعجزت " من كتر ماهو شايل و حاسس ان فى حمل كبير اوى عليه ، خلاص حاسس ان حمله دا ماتقدرتش حتى الجبال عليه " ، فلما عدت إلى منزلى، قالت لى النفس: كيف قلت هذا؟ و ربما أُوهم النّاس أن بك بلاء، و أنت فى عافية فى نفسك و أهلك؟ و هل الذى حملت إلا التكليف الذى يحمله الخلق كلهم ؟ فما وجه هذه الشكوى؟ " طبعا نفسه لامته- ربنا يجعلنا من الناس اللى ضميرها صاحى دى – المهم، قعدت تؤنبه انت قلت كدا ليه؟؟ كدا الناس هتفتكر انك تعبان و لا حاجة ، و انت الحمد لله ربنا ساترها معاك فى نفسك و أهلك – شايفين بيفتكر فضل ربنا عليه ازاى ، مش الناس اللى مش شايفه غير السواد ، يا ساتر!! – و بعدين انت ماشلتش اكتر من طاقتك ، ما كل الناس زيك ... يبئا ليه تشتكى بئا ؟؟!!!" ...

فأجبتها : إنى لما عجزت عما حملت، قلت هذه الكلمة لا على سبيل الشكوى، و لكن للاسترواح، و قد قال كثير من الصحابة و التابعين قبلى : ليتنا لم نُخلق! و ما ذاك إلا لأثقال عجزوا عنها " يعنى أنا لما حسيت ان خلاص ماعدتش قادر ... قلت الكلمة دى باصبر بيها نفسى ، مش باشتكى بيها .. و بعدين مش أنا لوحدى اللى قلت كدا ، ماكتير من الصحابة قبلى قالوها ، لأنهم حاسين انهم شايلين حاجة تقيلة مش قادرين عليها – و دا طبعا مش تمرد ، لكن دا من احساسهم انهم لم يؤدوا واجبهم كما ينبغى ، فالشعور بالتقصير فى أداء حق الله مفروض نحس بيه دايما لأننا فعلا مش بنأديه كما ينبغى ، لكن دون القنوط من رحمته – " ، ثم من ظن أن التكاليف سهلة، فما عرفها ، أترى يظن الظان أن التكاليف غسل الأعضاء برطل من الماء ، أو الوقوف فى محراب لأداء ركعتين؟ هيهات؟ هذا أسهل التكليف ، و إن التكليف هو الذى عجزت عنه الجبال " يعنى اللى يفتكر ان التكاليف سهلة و هينة غلطان ، بس مهما كان التكليف فهو مش خارج عن قول الله ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) يعنى هى كدا كدا نقدر نتحملها ، بس لازم يكون فى تعب و اجهاد و ألم ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم و يعلم الصابرين) زيادة على كدا خوفك و رجاءك ، يارب هتقبل منى عملى دا و لا لا؟؟ و اللى فاكر ان التكليف دا هو الوضوء او الصلاة ، فدا اسهل حاجة فى التكليف ، لكن التكليف بجد ، التكليف الحقيقى هو اللى الجبال فعلا ماقدرتش تشيله " ...

و من جملته : أننى إذا رايت القدر يجرى بما لا يفهمه العقل، ألزمت العقل الإذعان للمقدر، فكان من أصعب التكاليف، و خصوصا فيما لا يعلم العقل معناه، كإيلام الأطفال، و ذبح الحيوان، مع الاعتقاد بأن المقدِّر لذلك و الآمر به هو أرحم الراحمين " يعنى كمثال ع السريع –للتكليف اللى بجد- ان أمور جدا فى حياتنا بتحصل بنكون مش فاهمين هى بتحصل ليه ؟؟ و لا شايفين لها اى لازمة، أو نستغرب اوى من حدوثها و نتعجب ، لكن المفروض مننا إن يكون جوانا ايمان حقيقى ان اللى بيحصل دا لحكمة ، و إن ربنا ماقدرش شئ عبثا، و فوق كدا كل دا رحمة ، مهما كان الحدث ، زى مثلا أمراض الاطفال و تألمهم – فاكرين قصة موسى مع الخضر؟؟- " ، فهذا مما يتحير العقل فيه ، فيكون تكليف التسليم، و ترك الاعتراض، فكم بين تكليف البدن و تكليف العقل ! " كتير من الاحداث فعلا تحير العقل ، و نقعد نقول هو معقول ربنا يكون رايد كذا من الحدث الفلانى .. لالالا أكيد فى حاجة غلط ، طب هو ليه ربنا خلى كذا يحصل؟؟ ..لااااااااا أقف هنا ، مدام حصل ، يبئا أكيد ربنا قدره لحكمه ، و هنا أنت مأمور بالانقياد و التسليم بإن ربنا أمر بيه لحكمة خافية عليك ، لكنها معلومة عند ربنا ... قدرت على نفسك و عقلك و خليته يسلم ، هنا انت كدا بدأت تنفذ بعض التكليف اللى انت مأمور بيه ... فضلت تئاوح ، و مش مقتنع .. أعرف ان انت اخفقت فى حمل بعض التكليف اللى انت مأمور بيه ، لكن يا جماعة دا مش معناه انى لا أبحث وراء حكمة حدوث الامور .. لا، أبحث و أدور ، لكن جوايا يقين راسخ انه لحكمة ، و انه أكيد الخير ، و انه أرحم بكتير من امر أكبر كان ممكن يحدث ، هنا أنت بتدور و انت مسلم لربنا بقدرته على تصريف أموره ، و حكمته فى تقديره دا ... لكن انك تدور و انت مش مقتنع أو بتشكك ، فأنت هنا بتقول لربنا انك مش مقتنع انه حكيم لطيف رحيم ، و بكدا عمرك ما هتوصل .. لأنك مقبل بروح تحدى ، و اللى يتحدى ربنا بيوريه انه و لا شئ و يفضل فى ضلاله مايخرجش منه ، انما اللى يدور على الحق ، لله .. ربنا بيوصله " ..

ولو شرحت هذا لطال، غير أنى أعتذر عما قلته، فأقول عن نفسى و ما يلزمنى حال غيرى " يعنى لو قعد يشرح قصده من جملته ، و التكاليف و كنهها و صعوبتها مش هيخلص ، لكن هو هياخد نفسه كمثل يشرح عليه صعوبة التكاليف اللى بتقابله ،و هنا هيكون مثل واقعى و دا اللى يهمه لأنه ( لا تزر وازرة وزر أخرى ) " : أنى رجل حبب إلىّ العلم من زمن الطفولة فتشاغلت به، ثم لم يحبب إلىّ فن واحد منه ، بل فنونه كلها، " يعنى هو من صغره بيحب العلم ، و انشغل بيه جدا لدرجة انه حب فنونه و انواعه كلها ، و ماقدرش يتخصص فى واحد و يسيب التانى – أيوا تمام والله ، و أنا زيك كدا ...اهئ اهئ – " ثم لا تقتصر همتى فى فن على بعضه، بل أروم استقصاءه " يعنى باحب كل فنونه صحيح ، بس مش آخد من كل واحد حبة و خلاص ، لاااااااا دا أنا عاوز أعرف كل حاجة عن أى حاجة – طماااااااااااع زيى بالظبط هههههههه – " و الزمان لا يسع ، و العمر أضيق، و الشوق يقوى و العجز يظهر ، فيبقى وقوف بعض المطلوبات حسرات " بس أجيب منين وقت لكل دا ؟؟؟ دا لو أخدت الزمن كله مش هيكفى ، ما بالك بئا بعمرى بئا اللى هو أقل كتير من الزمان ؟؟ و شوقى للعلم كل ما اعرف فيه زيادة بيقوى و يدفعنى لأنى اعرف اكتر ، لكن أكيد بردوا عاجز عن تحصيل آخر العلم دا ... ففى الآخر ، مش باقدر غير انى اتحسر على آمالى دى فى انى أعرف كل فنون العلم و أجيب آخرها " ...



هنتوقف هنا الوقتى ، ناخد بريك ...:)

والمرة الجاية نستأنف الرحلة ... إن شاء الله

سلام مؤقت