الحــــــــــــــــــــب فى الله

لقد قالوا و قد صدقوا زمانا ... بأن جنان دنيانا التلاقى

و لكنا و إن طالت خطانا ... فهمس الحب فى الرحمن باقى

نسافر فى أمانينا و نغدوا ... و فى أحداقنا حب الرفاقِ

تمازجت القلوب على ودادٍ ... بلا زيف خفىٍ أو نفاقِ

Feb 17, 2011

و عدت أحلم يا وطنى ..

أخيرا .. أصبح من حقنا أن نحلم داخل وطننا .. بعد أن كانت غاية أحلامنا هجرة أو تأشيرة سفر إلى العالم الخارجى !!!

بعد أن كان السفر إلى أى بقعة خارج حدود الوطن يداعب مخيلتنا ، أصبح القفز بوطننا على عنق العالم و تتويجه على رأسه قمة أمانينا ..

أحداث هى و مواقف قد تغير قدر كل فرد فينا ، و لكننا استطعنا – بفضل من الله – أن نعلو بأقدارنا و نأخذ بزمام بلد بأكمله لنرسمه كيف نشاء ...

حلمٌ لم يأتِ من فراغ ، و لربما كان بخسا لقدره أن اسميه حلماً ، فهو لم يعد محض سراب .. ربما هو رحم الغيب يتمخض عن ولادة أمل ..

حمْلٌ ربما من أقصر فترات الحمل – ثمانية عشر يوماً – لكنه أكثرها صعوبة ..

فمن رحم الموت تأتى الحياة ، مئات من الشهداء-بإذن الله- بذلوا أرواحهم ثمنا لولادة وطن جديد .. آلاف من الجرحى بذلوا دمائهم عوضا عن دماء مخاض .. و ملايين كتمت أنفاسها ليعبق الوطن أنفاسا كُتمت منذ آماد بعيدة .. ثم ليأتى الوليد صارخا فى رحب الحياة : زملونى .. زملونى ..

زملونى بأناس يحبوننى .. أشعر بالدفء فى أحضانهم ، ألوذ بهم فى شدائدى ، يدافعون عنى فى ملماتى .. أستشيرهم و يستشيروننى ، يُشعروننى بنبض الحياة فى أوصالى بعد موات ...

ثمانية عشر يوما ، تقلبت فيها – و قد لا أكون وحدى – بين العديد من الأفكار و الآراء، فكل يوم يعيد تشكيل الرؤية فى ناظريك ، يعيد رسم اللوحة لتقرر إلى أين يجب أن تسير الفرشاة ..

و مع كل رأى من الآراء، و مع كل صوت ناصح رشيد ، يأتى نبض الثوار ليصر على طلب واحد لا يتغير .. " الشعب يريد اسقاط النظام " .. " الشعب يريد رحيل الرئيس "

فى أولى أيام الثورة لم أكن مؤمنة بها- و أعتذر و كلى خجل من شباب مصر الرائع الذى أثبت لى "إنى أكيد فى مصر"- كنت أظن أنه عندما يُقدم النظام، سيتراجع المتظاهرون آلاف الخطوات ..

و "صمد المتظاهرون" .. نعم ، صمد المتظاهرون أمام جبروت النظام .. و مر يوم و اثنين و ثلاثة ، و كل يوم تتغير قناعاتى ، و يزداد إيمانى بهذه الثورة ..

حتى كانت جمعة الغضب ، حيث انقطعت وسائل الاتصال جميعها ... عندها أيقنت أن ما يحدث ليس معتادا ، و أن هذه المرة غير أى مرة ، و تمنيت النزول يومها إلى جموع المتظاهرين فى الشارع ، لكن للأسف انقطعت بى السبل، و لم أدرى شيئا عنهم ..

قلبى يخفق بشدة ، لم يكن أمامى سوى شاشات التلفاز أتابع عبر قنواتها ما يحدث ..

و "بدأت الملحمة" .. أكاد أجنّ مما يحدث ، و يلهج خافقى " ربنا أفرغ علينا صبرا و ثبت أقدامنا" .. فلقد وصنا الى محك طريق لا يمكن الرجوع عنه .. ليس أمامنا سوى المضّى ، أو الموت إلى البد ...

و "صمدت الجموع" ... بفضل من الله تعالى صمدت جموع الحق ، و انسحبت جموع الظلم تجر أذيال الهزيمة .. ليست هزيمة موجهة لأشخاص ، و لكنها هزيمة موجهة إلى نظام ظالم عانينا تحت وطأته أعواما و أعواما ..

و "نزل الجيش إلى ميدان المعركة" .. و ربطت على قلبى بكلتا يداى ، فلوهلة ظننت أنه جيش النظام ، و خشيت أحداثا دموية- ربما لم تكن لتقارن بما خسرناه لو صدر له أمر بإطلاق النار- و أمر بحظر التجول ، و رفض المتظاهرين لتنفيذه .. و ظلت اعصابى تحترق حتى الرماد ...

لكن ما خفف من وطأة الأمر ، الاستقبال الحافل الذى قوبل به الجيش ، و عدم اطلاقه رصاصة واحدة .. بل و طالت هتافات الشباب ساحات المعدات الحربية لتتعانق فى مزيج عجيب ...

و خرج "خطاب الرئيس" الأول .. خطاب يوحى بمدى الهوة الواسعة بين ما يحدث على أرض الواقع، و بين ما يرسمه الخطاب من آمال ظن أنها عريضة .. لقد جاء الخطاب مخيبا للآمال بأقصى درجة ، فما هذا الذى يقول؟!..

و "استمرت المظاهرات"- أو الثورة إن صح التعبير- لتقول أن ما يقول غير ما نطلب ..

و"خرج المفسدون" من كل مكان .. ما يفترض فيه الصالح ، و ما يفترض فيه الطالح ، خرجت لتجبرهم هم على التنحى، و ترك ميدان المعركة .. لكنهم أبوْا .. لقد فهموا اللعبة ، ونظموا صفوفهم لكى لا تحدث الثغرة ..

فهم هنا حراس و افراد أمن ، و هناك متظاهرون مطالبون بحقوقهم ، و تتبادل الأدوار ... لننسج نسيجا مصريا متينا خالصا ، بعد ان ظننا ان قد شابه بعض الوهن ..

لكننى كنت اتوجس قلقا على بلدى ، و على بنى بلدى .. فالاثنان يُطالون بيد آثمة لا ترعى حق هذا و لا ذاك ..

و خرج "خطاب الرئيس" الثانى ... و رغم ما به من آمال لم تختلف عن سابقيها ، إلا أن البعض رأى –و كنت منهم- أن حتى القول لم يكن ليقال فى ظروف أخرى ... و دفعنى خوفى على بلدى و بنى بلدى إلى القول بكفى .. و لنعد و كفانا ما فقدنا – بشريا و معنويا و ماديا- و لنرى إن كان سينفذ وعوده أم لا !...

لربما كنت أظنه صوت العقل حينها ، و بالفعل نشرت تدوينة أن كفانا و لنعد .. لكننى أكتشفت أنه كان صوت الخوف ،على بلدى و بنيها ..

و خرجت الأحداث يومها تنسف آمال من أملّوا فى الخطاب الثانى ، و تضرب بها عرض الحائط .. أصابتنى حالة من الاحباط الشديد ،قررت عندها اغلاق المدونة ، التوقف عن الفيس بوك ، أن اعتزل العالم ، لن أتكلم ... ولأول مرة منذ انلاع الثورة لم أقو على الذهاب للعمل ، فلقد كنت مقتنعة تمام الاقتناع أن من يدافع عنه حقه ، لابد أن يراعى حقوق الاخرين .. فهؤلاء يدافعون عن حقى فى الحرية ، فلابد أن أراعى حقوق الآخرين فى مكانى ..

و تعددت الآراء ، و كثرت الحجج و كل له منطقه .. لكن ما آمنت به هو أن لابد لهذه الثورة أن تستمر ، فكل ثانية يثبت هذا النظام أنه ما إلا عابث يضرب بأعناق الجميع ..

فى كل ثانية كنت أشكر هؤلاء الشباب ، -فلقد تعلمت منهم الكثير و لازلت اتعلم- فلولا ثباتهم على موقفهم لما رأينا الشمس تشرق من جديد ..

و قررت أن أحضر "جمعة الشهداء" فى ميدان التحرير – رغم الرفض القاطع للفكرة من أهلى ، إلا انهم وافقوا على استحياء- و أخذت كل التدابير لذلك .. كنت أتخيل نفسى فى كل لحظة بينهم هناك ... أشاركهم ثورتنا ..

و ترددت الأخبار عن "تنحى الرئيس" فى خطاب عاجل بعد قليل .. و خرجت القفشات ، " مش كنتى تقولى انك هتسافرى من زمان ، اهو خاف منك و هيتنحى اهو " .. وجو من الفرح المشوب بالقلق ... و انتظرنا .. و انتظرنا ... و انتظرنا .. و كل ثانية تحترق فيها أعصابى ... و بعد طول انتظار !!!... يخرج علينا "الخطاب الثالث" مخيبا لكل التوقعات ، محبطا لكل الآمال ، مثبطا لكل العزائم .. و قرار حازم برفض فكرة السفر من الاهل ..

اصابتنى حالة من الاكتئاب الحاد ، و رضخت لفكرة عدم السفر ... خوف بشع مما قد يحدث إذا ما جذب الجيش صمام أمانه ، هواجس مفزعة ظلت تراودنى طوال الليل .. شبه شلل فى جميع انحاء جسدى ، عدم قدرة على الاتيان باى مجهود .. فقط اتابع الاخبار لحظة بلحظة على شاشات التلفاز و الحاسب .. دعاء و ابتهال بأن يحفظ الله مصر و أهلها ..

و"لم تشرق شمس الصباح" ... تجمع الآلاف ثم الملايين مطالبين بحقوقهم المشروعة .. مازلت اتابع الاخبار ، و لا أقوى على الحركة ... بيان من الجيش يعضد خطابىّ الرئيس و نائبه ، حالة من التجمد .. ولوهلة فقدت الثقة فى الجيش ، فقدت الأمل فى كل شئ ، تمنيت أنى لم أعش هذه اللحظة لأرى مصر تغتال تفسها ...

و أخيرا ... نطق النائب "ببيان أخير" ، وقفت حينها أمام التلفاز متصلبة أتابع كلماته .. "قرر الرئيس محمد حسنى مبارك " استبقته فقلت: التنحى عن السلطة ... فنطق بها ... " و كلّف" فاستبقته :القوات المسلحة بتسلم السلطة ... فنطق بها ..

احساس غريب رائع .. شعرت أنى فى عالم غير العالم ، أسرعت أخبر كل الناس بهذا الخبر ، أهلى .. على النت .. بالتليفون .. شعرت أنى أطير فوق هذا العالم ، فرحة غير طبيعية .. هل أخيرا آن لشعاع أن يبزغ وسط عتمة الليل؟؟!!

احتفالات فى الميدان .. و ميدان كل محافظة .. بل و عواصم البلاد العربية و الغربية ..

يالله .. هل يداعبنى الحلم ببلادى ثانية بعد ان كنت فقدت الأمل ؟!!

آمال و احلام .. آراء و اقتراحات .. كلها اندفعت فى ثانية واحدة تزخم رأسى .. ربما أكتبها فى تدوينة أخرى ،فقد استفضت حتى ظننت أنى لن أنتهى ...

مـــــــــبــــــــــــروك لينا كلنا .. و ألف حمدلله على سلامتك يا مصر ..

بس ليا رجاء .. ياريت مننساش ضباط الجيش الشرفاء اللى وقفوا فى صف الثورة ، و نخاطب المجلس الاعلى للقوات المسلحة للعفو عنهم .. اللى عنده خبر أكيد عن مسيرة التضامن او الخطاب الموجه للمجلس الاعلى للقوات المسلحة ياريت يقول ...

سلام

Feb 11, 2011

و رحل الرئيس


مش قادرة اقول حاجة غير ....


يا أحلى اسم فى الوجود .... ياااااااااااااااا مصر
يا اسم مخلوق للخلود ... يااااااااااااااااااااااااامصر

حلوة يا بلدىىىىىىىىىىىىى


مبروك علينا يا شباب رجوع بلدنا
و يارب نثبت نفسنا خلال الفترة الجاية زى ما ثبتنا نفسنا الفترة اللى فاتت

مبروك مبروك مبرووووووووووووك