"عندما يضيق بنا العالم ،
و لا نجد بأيدينا شيئا لنفعله ...
فإننا نعزى أنفسنا ببضع كلمات ،
فلربما غيرت هذه الكلمات العالم ذات يوم ...."
لهذا السبب أنشأت هذه المدونة ،
و لهذا السبب أخرجت فيها خلاصة ما كتبت و ما فكرت
تمنيت أن يستفيد أحدا بكلمة مما كتبت فتؤثر فيه بالإيجاب ، و أكون قد قدمت شيئا خيّرا في حياتي
فحين أنشأت هذه المدونة لم يكن بيدي شيء إلا أن أقول .. و حتى الآن ليس بيدي سلطة سوى أن أقول
و إلزام نفسي – فقط- بالفعل ... و على من يرى في نفسه القدرة على الفعل فليفعل – حين يقتنع-
و كانت تلك الكلمات عن قناعة عندي بأنه لابد من تجهيز أنفسنا لمستقبل أفضل ستكون بيدنا فيه مقاليد الأمور
كان و لا يزال قائدي في الحياة هو الأمل و التفاؤل ... برغم كل العيوب و السلبيات ، فدائما ما يبزغ شعاع الأمل حتى في أحلك المواقف
و لكم تلقيت من سخريات سواء من أصدقاء أو غيرهم ، كلهم أثرت عليهم ضغوط و مشاكل الحياة
حتى كانوا يرون من تفاؤلي مادة للتندر فيما بينهم ، و رغم ذلك لم أغضب .. بل كنت أشعر في كثير من الأحيان بالشفقة تجاههم ، فما أصعب الحياة دون أمل !!!
إنه الموت بجسد مازال فيه قلب ينبض
و ها قد حدثت المعجزة ... و صار ما كان خيالا بالأمس ، واقعا على أرض اليوم
و حدث ما كنت أخشاه ، فالكل في حالة تخبط ، كان أسيرا لدور الفريسة ، فلم يحسن دور الصياد!!
أصبح معظمنا فريسة خوفه ، و تلهفه لأخذ حقه فوق كل اعتبار ، و مازال الكثير – خاصة من البسطاء- لسان حالهم يقول : هذا ما جنيناه من الثورة ... وقف الحال!!!!
إن هذا ليس تقريعا ، و لا توبيخا .. و لكنها وقفة لنأخذ من الماضي عبرة و طريقا إلي المستقبل
من هذه اللحظة على كل منا أن يبذل كل ما في يده ، سواء رأى فيها نبته لبذره ، أو لم ير
سواء أكان سيحصد أم سيظل طول طريقه يزرع ، فلربما سيحصد من سيجيء بعده
علينا أن نثق في أنفسنا و في قدراتنا .. أن نصنع مستقبلنا بأيدينا نحن كما صنعنا ثورتنا بأيدينا نحن
علينا أن نبدأ .. و البدء دائما بالعلم و الثقافة .. على كل فرد فينا أن يتقن علمه ، و ينمى ثقافته فى باقى العلوم
على كتابنا و مثقفينا إحياء ثقافتنا و إيماننا بتاريخنا مرة أخرى ...
و لعلى هنا أقتبس كلمات الراحل / مصطفى محمود .. فى كتابه / علم نفس قرآنى جديد ،قوله :
" العلف الثقافي الذي تعيش عليه دول العالم الثالث و منها دولنا العربية .. تحكمه قوانين انسياب المعلومات من دول امتازت بالتفوق التكنولوجي و الالكتروني و الفضائي و بالمليارات التي ترصدها تلك الدول الغنية لإنتاج الأفلام و المسلسلات .. إلى الدول النامية الفقيرة و المدينة و المكبلة بالقروض .. و هي مؤهلات لا تتوافر حاليا إلا لأمريكا و أوروبا
و ما هذه "العولمة" سوى هذا العلف الثقافي الردى الذي يلقى به الإعلاميون الكبار إلينا .
و هذه " العولمة الثقافية" هي الاسم الجديد للاستعمار المهين و غسيل المخ المتواصل الذي كتب علينا أن نعيش فيه .
يا مؤلفين و يا كتاب السيناريو و يا منتجين لا تقلدوا الإنتاج الغربي .. و كفانا فيديو كليب .. و أغاني الصراخ و المغص الكلوي .. و رقصات الهستيريا ..و أفلام الرعب و الدم و الجنس .
لا تجعلوا من الاستعمار الواحد .. استعمارا مضاعفا نتطوع نحن بتكبيل عقولنا بهذه التبعية و بهذا التقليد .
أبدعوا أشياء من بيئاتكم و من تاريخكم و من عقائدكم و أحلامكم.
انبذوا هذا العلف المسموم الذي أتخمتم به عقولنا و عقولكم .. و عودوا إلى هويتكم .. إلى مصر أم الحضارات و أم الفنون و نبع الأديان .. إلى النبع العربي الذي خرج منه المتنبي و أبو تمام ..و إلى نبع الضياء الذي خرج منه تاج الأنبياء و خاتم العظماء محمد رسولنا و رسول العالمين .. و كفانا عولمة ثقافية هي في حقيقتها خلطة أعلاف للبهائم و للببغاوات التي تقلد بلا عقل و بلا تفكير .. و اذكروا تاريخكم .
اعملوا يا شباب في همة .. و لا تتهالكوا على هذا العلف الرخيص .. و لا تركنوا إلى التقليد .. فلن تتفتح لكم زهور خارج بلدكم قبل أن تمتد لكم جذور في أرضكم و لن تكون لكم عالمية قبل أن تكون لكم مصرية ."
كذلك ليس قبل أن نصبح جميعا يدا واحدة نبني معا هذا الوطن ...
القادم أحلى إن شاء الله ...و لكن بالثقة في الله أولا ، ثم في أنفسنا ثانيا
و إلى لقاء