.....معركة الحياة....
أنتفض فى مكانه على صوت طرقات قوية هزت أرجاء المكان ..
قام غاضبا و حث الخطى إلى الباب ، فتحه و عيناه توقدان شرار ...
كانت هى التى تطرق الباب ، نظر إليها شذراً ، وهمّ بإغلاق الباب فى وجهها ،
و لكنها قفزت عبر الباب إلى الداخل ...
و فى نظرة سريعة ...ألمت بالحال ..
تذكرت عندما كانت تسكن هذا المكان ، كم كان مفعم بالحياة ،
لكن حاله أنقلب منذ أن أستولى ذلك الغاصب عليه ...
الستائر على النوافذ مسدلة ... و كل شئ تعلوه الأتربة ، و الجو مظلم كئيب ...
أما هو ... فقد أتشح بالسواد ..و أقام فى المكان لا يغادره ...
لكنها اليوم أتت لتستعيد مكانها و مملكتها ، لتعيد إليه الحياة ..
ترك الباب مفتوحا ، لأنه متأكد أنه سيطردها كما يفعل فى كل مرة تحاول فيها
إستعادة مملكتها ..
أو هكذا كان يظن ..
لكنها اليوم أتت و هى مصرة ألا ترجع دونها ...
خطى بضع خطوات إلى الداخل ،و أقترب منها و كاد يمسك بها ..
لكنها قفزت مبتعدة ...قفز وراءها ..
أخذت تجرى هنا و هناك .. و هو فى إثرها ،
كان يبدو أنها لن تتنازل عن حقها فعلا ...
أخذت تزيح الستائر لتسمح لأشعة الشمس بالنفاذ إلى الداخل ..
آه ..كم يكره ضوء الشمس ...
أخذت تنفض الأتربة عن كل شئ ..و تسرع الخطى حتى لا يلحق بها ...
أماهو .. فقد اضعفته أشعة الشمس ، فهو لا يقوى على تحملها ...
أخذ يلملم حاجاته من هنا و هناك ...و أسرع هاربا من الباب وهو ينظر إليها
بعينين متوقدتين ،و كأنه ينذرها أنه سيعود لاحقاً ..
و كأن المعركة لم تنتهى بعد ...
أسرعت الحرية تغلق رتاج قلبى خلف الإستبداد و أنتزعت مفتاحه بسرعة
و جرت إلى نافذة قلبى ، و ألقته فى دنيا الأمل ..
و بعد غياب دام طويلا أشرقت شمس اليقين فى قلبى ..و تنسمت عطر الإيمان ..
و رأيت سماء الحقيقة صافية ،و طيور العدل فوقى شادية ...
و أخذت أعد العدة لمواجهة جولة أخرى من ....
....معركة الحياة ....