كان يوم الجمعة هذا مميزا جدا ... لأنه كان آخر يوم فى امتحاناتى ...
بغض النظر عن محتوياته ، و ما قمنا به من ابداعات ، إلا أنه كان رائعا بالفعل ...
طبعا رجعت البيت و أنا أمنى نفسى بيوم من النوم العميق ، إلا أن صديقاتى – كرم الله شأنهن – أتين بعد العصر ،
و استمر السمر حتى وقت متأخر ، لكن فى الحقيقة كان وقتا رائعا ...سألت احداهن :" عن ماذا كانت خطبة الجمعة اليوم عندكم؟؟!!.."
نظرت لى الاولى بحزن ، أما الثانية فقد بدت علامات الاسى على وجهها ..
ثم بدأت الاولى :" كانت رااااااااااااااائعة .... معنى الاخوة "...... " تكلم ماذا يعنى الاخ ... و حقوق الاخوة ، ثم دخل إلى قضية فلسطين ، و كل لهم من حقوق ..."
ثم أردفت :" أول مرة أستشعر هذا المعنى ... قال إنهم هناك فى فلسطين درع لنا ،فلولاهم لدارت الدائرة علينا ، و لكنا مثلهم ... هم هناك جهاد بالنفس ، و نحن هنا علينا الجهاد بالمال ... و هذا أقل واجب .. نحن لا نتصدق عليهم ، و لا نعطف عليهم بأموالنا ، بل هى حق لهم ... و جهاد أى إجهاد ، فإذا كنت ستعطى الفتات ، فاجعله لنفسك ، فهم فى غنى عنه ... أما الجهاد ، فما فيه إجهاد لك ..."
تدخلت صديقتى الثالثة :" معلش يعنى ... بس إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..."
قامت صديقتاى عليها :" أنتى تتحدثين عن واقع أمة ... و هم جزء من الامة ، و ليس عليهم مسئولية هذا ... بل كل إنسان عليه أن يبدأ بنفسه ... و لكننا نتكلم عن الوضع الذين هم فيه الان ..."
قالت صديقتى : نعم ... لكن ما يبقاش الاخوات بياكلوا فى بعض ، و بعدين يجيبونى أنا اصلح بينهم ... ماهم لو مش مقتنعين ، مسافة ما أمشى هيرجعوا يتخانقوا تانى ؟؟!!.. "
قالت الاولى :" معلش .. بس لما تكونى أنتى و اختك متخاصمين ، و مافيش أى وسيلة للصلح ، مش هتدخلوا عمكو أو خالكو فى النص علشان يصلح بينكم ؟؟!!."
قالت " آه " ............. قالت :" طيب المفروض إنهم الوقتى مش عارفين يوصلوا لحل مع بعض ... فيدخلوا بينهم حد يصلح "
قالت :" هو كل واحد عاوز مصلحته و بس " ... قالت :" فعلا ... و دى القيادات اللى بنشوفها ... لكن انتى مش شايفة الشعب ... الشعب الذى لا حول له و لا قوة ، و ما بين هذا و ذاك ... و لا يجد قوته و لا ما يستره "
ثم أردفت :" طيب بلاش ... نفرض إنك فلسطينية ، و هنا فى مصر ، و مش قادرة ترجعى ... هتعملى ايه ليهم ؟؟!!.."
تفكرت صديقتى قليلا ثم قالت :" أولا .. أى شئ فى ايدى استطيع أن اوصله لهم سأفعل ، ثم الاطمئنان عليهم بشتى الطرق ، ثم أحاول نشر قضيتهم بأى شكل و إثارتها فى كل مكان ..."
قفزت صديقتاى فى فرح :" بااااااااااااااااااااااااس ... جميل جدا ، بدأنا نتكلم صح ... طيب لو إنتى بقى مصرية أهو ... هتعملى ايه ؟؟.."
صمتت قليلا ثم قالت :" هأدعيلهم و خلاص "
صرخت صديقتاى :" لييييييييييييييييييييييه ؟؟... ايه الفرق ؟؟"
قالت :" معلش يعنى ... بس اللى ايده فى النار مش زى اللى فى الميه ... و بعدين دول فلسطينيين ... أنا مصرية ... فرق بين اخويا من دمى و لحمى ...و اخويا فى الدين "
قالت صديقتى الثانية :" اهو بقى دا الغلط .. لأننا اصلا مش حطينهم فى دماغنا ... آه اخواتنا فى الدين .. بس مش حاسيين معنى الاخوة "
قالت الاولى :" يعنى مثلا لو شفتى جارتك تعبانة و مريضة ... هتعملى ايه ؟؟"
قالت " هأزعل طبعا و اقول الحمد لله الذى عافانى و ادعيلها .."
قالت :" فى فرق بين انك تزعلى و تقولى الحمد لله الذى عافانى ، و بين انك تجرى عليها و تعملى لها اى خدمة و تبقى جنبها على طول ... هو دا الفرق "
قالت :" بس هما المسئولين عن ارضهم ... يعنى أنا هاعمل ايه ؟؟"
تدخلت صديقتى الثانية :" لا مش كدا ... القدس دى تالت حرم ... فاهمة يعنى ايه حرم من مقدسات المسلمين ؟؟!!... يعنى كل المسلمين مسئولين عنه ، و علينا اننا ندافع عنه .."
قالت :" بس بصراحة بردوا من نفسهم .. ماهو لو عندهم رئيس حاسس بيهم و بيتكلم بصدق فى القضية ..كان زمان حاجة اتحلت .. انما من ساعة ما ياسر عرفات مات ..و محدش همه حاجة اصلا "
قالت الاولى :" طب و دا مش أدعى إنك تدعيلهم و تجاهدى أكتر .. يعنى قبل كدا كانوا متجمعين و لهم حد بيتكلم بلسانهم ... إنما الوقتى حتى مالهمش حد يتكلم عنهم !!.."
خفضت صديقتى عينيها و قالت :" آه طبعا .. دا أدعى إنى أزعل عشانهم أكتر "
ثم أردفت :" خلاص يا جماعة بقى غلبتونى ... بجد إن شاء الله هأحاول إنى أهتم أكتر ، و أى حاجة هاقدر عليها مش هأتأخر ..."
ثم نظر الثلاثة لى :" إنتى ليه قاعدة ساكتة ، و لا اتدخلتى فى الموضوع ؟؟"
قلت :" الصراحة أنا سألت لأنى عارفة إن الخطيب عندكم مميز و خطبه غير ... بس الصراحة كان النقاش بينكم أجمل .. نقاش بين فئتين و فكرين ... و زى ما قلتم فعلا كل واحد همه نفسه و مصلحته و بس ... مفاهيم كتير فينا عاوزة تتغير ..
بس تعرفوا ... بجد كان اليوم مميز جدا "