الحــــــــــــــــــــب فى الله

لقد قالوا و قد صدقوا زمانا ... بأن جنان دنيانا التلاقى

و لكنا و إن طالت خطانا ... فهمس الحب فى الرحمن باقى

نسافر فى أمانينا و نغدوا ... و فى أحداقنا حب الرفاقِ

تمازجت القلوب على ودادٍ ... بلا زيف خفىٍ أو نفاقِ

Jan 27, 2008

معنى الأخوة

كان يوم الجمعة هذا مميزا جدا ... لأنه كان آخر يوم فى امتحاناتى ...

بغض النظر عن محتوياته ، و ما قمنا به من ابداعات ، إلا أنه كان رائعا بالفعل ...

طبعا رجعت البيت و أنا أمنى نفسى بيوم من النوم العميق ، إلا أن صديقاتى – كرم الله شأنهن – أتين بعد العصر ،

و استمر السمر حتى وقت متأخر ، لكن فى الحقيقة كان وقتا رائعا ...سألت احداهن :" عن ماذا كانت خطبة الجمعة اليوم عندكم؟؟!!.."

نظرت لى الاولى بحزن ، أما الثانية فقد بدت علامات الاسى على وجهها ..

ثم بدأت الاولى :" كانت رااااااااااااااائعة .... معنى الاخوة "...... " تكلم ماذا يعنى الاخ ... و حقوق الاخوة ، ثم دخل إلى قضية فلسطين ، و كل لهم من حقوق ..."

ثم أردفت :" أول مرة أستشعر هذا المعنى ... قال إنهم هناك فى فلسطين درع لنا ،فلولاهم لدارت الدائرة علينا ، و لكنا مثلهم ... هم هناك جهاد بالنفس ، و نحن هنا علينا الجهاد بالمال ... و هذا أقل واجب .. نحن لا نتصدق عليهم ، و لا نعطف عليهم بأموالنا ، بل هى حق لهم ... و جهاد أى إجهاد ، فإذا كنت ستعطى الفتات ، فاجعله لنفسك ، فهم فى غنى عنه ... أما الجهاد ، فما فيه إجهاد لك ..."

تدخلت صديقتى الثالثة :" معلش يعنى ... بس إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..."

قامت صديقتاى عليها :" أنتى تتحدثين عن واقع أمة ... و هم جزء من الامة ، و ليس عليهم مسئولية هذا ... بل كل إنسان عليه أن يبدأ بنفسه ... و لكننا نتكلم عن الوضع الذين هم فيه الان ..."

قالت صديقتى : نعم ... لكن ما يبقاش الاخوات بياكلوا فى بعض ، و بعدين يجيبونى أنا اصلح بينهم ... ماهم لو مش مقتنعين ، مسافة ما أمشى هيرجعوا يتخانقوا تانى ؟؟!!.. "

قالت الاولى :" معلش .. بس لما تكونى أنتى و اختك متخاصمين ، و مافيش أى وسيلة للصلح ، مش هتدخلوا عمكو أو خالكو فى النص علشان يصلح بينكم ؟؟!!."

قالت " آه " ............. قالت :" طيب المفروض إنهم الوقتى مش عارفين يوصلوا لحل مع بعض ... فيدخلوا بينهم حد يصلح "

قالت :" هو كل واحد عاوز مصلحته و بس " ... قالت :" فعلا ... و دى القيادات اللى بنشوفها ... لكن انتى مش شايفة الشعب ... الشعب الذى لا حول له و لا قوة ، و ما بين هذا و ذاك ... و لا يجد قوته و لا ما يستره "

ثم أردفت :" طيب بلاش ... نفرض إنك فلسطينية ، و هنا فى مصر ، و مش قادرة ترجعى ... هتعملى ايه ليهم ؟؟!!.."

تفكرت صديقتى قليلا ثم قالت :" أولا .. أى شئ فى ايدى استطيع أن اوصله لهم سأفعل ، ثم الاطمئنان عليهم بشتى الطرق ، ثم أحاول نشر قضيتهم بأى شكل و إثارتها فى كل مكان ..."

قفزت صديقتاى فى فرح :" بااااااااااااااااااااااااس ... جميل جدا ، بدأنا نتكلم صح ... طيب لو إنتى بقى مصرية أهو ... هتعملى ايه ؟؟.."

صمتت قليلا ثم قالت :" هأدعيلهم و خلاص "

صرخت صديقتاى :" لييييييييييييييييييييييه ؟؟... ايه الفرق ؟؟"

قالت :" معلش يعنى ... بس اللى ايده فى النار مش زى اللى فى الميه ... و بعدين دول فلسطينيين ... أنا مصرية ... فرق بين اخويا من دمى و لحمى ...و اخويا فى الدين "

قالت صديقتى الثانية :" اهو بقى دا الغلط .. لأننا اصلا مش حطينهم فى دماغنا ... آه اخواتنا فى الدين .. بس مش حاسيين معنى الاخوة "

قالت الاولى :" يعنى مثلا لو شفتى جارتك تعبانة و مريضة ... هتعملى ايه ؟؟"

قالت " هأزعل طبعا و اقول الحمد لله الذى عافانى و ادعيلها .."

قالت :" فى فرق بين انك تزعلى و تقولى الحمد لله الذى عافانى ، و بين انك تجرى عليها و تعملى لها اى خدمة و تبقى جنبها على طول ... هو دا الفرق "

قالت :" بس هما المسئولين عن ارضهم ... يعنى أنا هاعمل ايه ؟؟"

تدخلت صديقتى الثانية :" لا مش كدا ... القدس دى تالت حرم ... فاهمة يعنى ايه حرم من مقدسات المسلمين ؟؟!!... يعنى كل المسلمين مسئولين عنه ، و علينا اننا ندافع عنه .."

قالت :" بس بصراحة بردوا من نفسهم .. ماهو لو عندهم رئيس حاسس بيهم و بيتكلم بصدق فى القضية ..كان زمان حاجة اتحلت .. انما من ساعة ما ياسر عرفات مات ..و محدش همه حاجة اصلا "

قالت الاولى :" طب و دا مش أدعى إنك تدعيلهم و تجاهدى أكتر .. يعنى قبل كدا كانوا متجمعين و لهم حد بيتكلم بلسانهم ... إنما الوقتى حتى مالهمش حد يتكلم عنهم !!.."

خفضت صديقتى عينيها و قالت :" آه طبعا .. دا أدعى إنى أزعل عشانهم أكتر "

ثم أردفت :" خلاص يا جماعة بقى غلبتونى ... بجد إن شاء الله هأحاول إنى أهتم أكتر ، و أى حاجة هاقدر عليها مش هأتأخر ..."

ثم نظر الثلاثة لى :" إنتى ليه قاعدة ساكتة ، و لا اتدخلتى فى الموضوع ؟؟"

قلت :" الصراحة أنا سألت لأنى عارفة إن الخطيب عندكم مميز و خطبه غير ... بس الصراحة كان النقاش بينكم أجمل .. نقاش بين فئتين و فكرين ... و زى ما قلتم فعلا كل واحد همه نفسه و مصلحته و بس ... مفاهيم كتير فينا عاوزة تتغير ..

بس تعرفوا ... بجد كان اليوم مميز جدا "

Jan 4, 2008

يـــــــا أبــــــــــــتـــــــــى ....

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحقيقة أستوقفنى موضوع تعدد المذاهب لاخى ابن حجر ... و رغم ان الموضوع يشغل بالى منذ فترة ، الا أنه بدأ يغزو الساحة و بقوة فى الفترة الاخيرة، و أصبح المدخل لكره أى شخص أن تتقول عليه مذهبا غير الذى عليه الجماعة ليصبح مكروها منبوذا منهم ....

و هذه النقطة التى أود مناقشتها فى هذا البوست ... إنها نظرة المسلم الانسان لمن على نهجه أو غير نهجه ... إنها نظرة الانسان للانسان ...

قبل قليل أطل علينا موضوع العراق و تعدد المذاهب الذى أودى الى كره الشعب على مذهبيه لبعضهما البعض .. حتى وصل الحال الى القتل العلنى ، و الخطف و غيره .. و السبب فى كل هذا انه على غير المذهب .. و كانت أرخص الوسائل التى استخدمها العدو لاستحلال احتلال بلد له فيه غاية ...

ثم أطلت علينا لبنان ، فى حربها الاخيرة مع اسرائيل ، و كيف أطلت الفتاوى بأنه لا يجوز الدعاء لهم ، و السبب أنهم على غير المذهب .. و كيف تسابق الكل فى جمع شبهات هذا المذهب و اعلانها .. فما كان الا أن تكاتلت الامة على الدعاء عليهم لا مساندتهم و مؤازرتهم ...و على الرغم من تعدد أفرع هذا المذهب .. إلا أننا تمسكنا بالفرع الشاذ فيهم وسيلة لكرههم كلهم على مجملهم ..

و المصيبة أنه أصبح وسيلة الحكم عليك فى أنك توالى هذا المذهب أو تكرهه ، فى طريقة كلامك و كيفية تعاملاتك مع أتباع هذا المذهب ... والله أذكر أن أحد أخواننا العراقيين جاء الى مصر هاربا ، و عندما بدأ فى العمل باستئجار محل ليتقوت منه ، إذ الكل يخشاه و يبتعد عنه و لا يبتاع و الزعم أنه على غير المذهب .. حتى ترك الرجل المكان و ذهب الى مكان آخر ..
قولوا لى بالله عليكم ... ماذى يفعل هذا ؟؟ .. مطرود مشرد فى أهله و ووطنه و حتى عندما جاء ليطلب أساليب المعيشة !! ..

إنه الفهم المغلوط للدين ..و فهم مغلوط للولاء و البراء .. لنا أن نعلم أن الولاء و البراء عمل قلبى ، نعم .. لا أوالى هذا لانه يعتقد اعتقادا خاطئا فى ناحية معينة .. لكنى لا أبرأ منه كلية .. فمازال تحت مسمى مسلم ، و إن كان على غير الدين ..فأبرأ منه عقديا ، أما ما يمس أمور الدنيا ، من معاملات و أساليب حياة .. فالكل عندى سواسية .. الكل وهبه الله حق الحياة ، و من حق الانسان أن يعيش هانئا فى وطنه .. منعما بحقوقه كفرد و كمواطن ... و لم يأمر الاسلام مطلقا بنبذ فرد خارج المجتمع لانه على غير المذهب أو الدين .. أو بحرمه من حق يتمتع به الجميع ..

إنه حسن الخلق ، و إنها رقة الطبع تلك التى كان يتحلى بها رسول الله –صلى الله عليه و سلم – مع كل الناس ، و كان يأمر بها على غير تفريق .. و لم يكن رسول الله –صلى الله عليه سلم وحده بل لو تدبرنا القرآن لوجدنا أن الرسل جميعهم كانوا يتعاملون مع قومهم بلين و رفق رغم أنهم كانوا يعاملونهم بجفوة و غلظة ، و لا يتورعون عن إيذائهم ..

إنها الرحمة التى أنزلها الله الى الارض و أمر الرسل و الناس أن يتعاملوا بها مع بنى جنسهم لا بنى دينهم و مذهبهم ، و رغم أنى أسمع و أقرأ سورة مريم باستمرار إلا أننى اليوم أستوقفتنى آيات ابراهيم مع والده .. وصوت الامام يصدح بها مع برقات يوم له قدسيته وهو يقول :" يا أبت لم تعبد مالا يسمع و لا يبصر و لا يغنى عنك شيئا ؟؟... يا ابت إنى قد جاءنى من العلم مالم يأتك .... يا ابت ... يا أبت .." .. كان يكفى أن يذكرها مرة ، و لكنى والله اغرورقت عيناى بالدموع لا من رحمة ابراهيم بل من رحمة رب ابراهيم الذى قذف قبس منها فى قلبه ، و انظر الى الرد الغليظ من ابيه " قال : أراغب أنت ...؟؟ " لم يقل حتى يا بنى .. ثم إذا الرد يأتى سريعا من ابراهيم " سلام عليك " ..

نعم أبرأ ممن على غير دينى ، و قد أختلف مع من على غير مذهبى ... لكنى أبدا لا أكرههم ، فهم بنو جنسى ، و لهم حق العيش مثلى ...

و والله إننا لاحوج غلى أن يرحم بعضنا بعضا تحت وطأة ظروف الحياة التى نعيشها
هذا البعض و ليس كل ماعندى ، فلربما اعود الى تلك النقطة فى وقت آخر ..


فسلام عليكم جميعا و رحمة الله و بركاته