
استغرقنا الحديث ، و كل واحدة تفضى بما فى جعبتها ...
تطرق الحديث إلى تلك البلد ، و كيف النظام فيها ، و ما تلاها من حسرة على حالنا ...
قلت : أتذكرون د.... عندما حكى لنا كيف انه كان يتمشى هو وزوجته و دخلا الى نفق مظلم بعض الشئ ، و استمرا حوالى نصف الساعة حتى انتهيا منه و خرجا الى حيث النور ففوجئا بسيارة تمشى حثيثا ورائهما ، فافسحا لها الطريق لتمر ... فإذا بسائق السيارة يترجل منها و يعتذر اليها بشدة عن ازعاجهما ، و يصر على ان يستمرا فى طريقهما حتى ينتهيا .. و كيف انه- اى الدكتور- ظنه مجنونا ؟؟ !!!... وضحكنا فى أسى ...
قالت احداهن : أما أنا فأبى يحكى لى أنه عندما كان فى تلك البلد ، دخل ذات مرة إلى سوبر ماركت ليتبضع ، وعندما أتى دوره ليدفع الحساب .. قرر أن يغير احدى البضائع بنوع آخر ... فسمح له الكاشير بذلك ، فذهب ليغيره و رجع .. فإذا بالصف كما هو فى انتظار ان يعود لينهى حسابه ، و لا أحد يتذمر و لا يشكو !!!
أضافت الاخرى : أما ما يدمى قلبى فعلا ، فكانت مقارنة بين حال مسجد فى تلك البلد ، و حال مدرسة للصغار..
فأمام المسجد تجد الاحذية ملقاة بلامبالاة فى كل اتجاه فى منظر غير حضارى بالمرة ، رغم وجود مكان مخصص لها !!! و عند سؤال أهل البلد أجابوا بأنهم لا يحبون أن يمروا من أمام المسجد لأن منظره يؤذيهم .. و بالطبع حين السؤال عن رواد المسجد ، كانت الاجابة انهم من العرب!!!
فى حين أن مدرسة الصغار ، تجد كل طفل يذهب الى المدرسة فيسارع إلى المكان المخصص له فيستبدل حذاؤه بآخر مخصص للمدرسة !! و حين ينتهى اليوم يعود فيستبدل حذاؤه مرة أخرى ، و كل شئ مرتب و منظم ،غير منظر المسجد تماما
قلت – فى أسى - : و بهذا يكونوا عنوان الاسلام فى تلك البلد !!!
أضافت : هكذا يصدقون حقا أن المسلمين همج و رعاع .. أتعجب كيف نفعل ذلك ، و نحن من وصانا الرسول – صلى الله عليه و سلم- بألا نأكل البصل و الثوم يوم الجمعة حتى لا نؤذى من بجوارنا فى الصلاة ... فكيف بباقى تصرفاتنا!!!
قلت لها : صدق رفاعة الطهطاوى حين قال : وجدت فى أوروبا اسلام بلا مسلمين ، ووجدت هنا مسلمين بلا اسلام .