الحــــــــــــــــــــب فى الله

لقد قالوا و قد صدقوا زمانا ... بأن جنان دنيانا التلاقى

و لكنا و إن طالت خطانا ... فهمس الحب فى الرحمن باقى

نسافر فى أمانينا و نغدوا ... و فى أحداقنا حب الرفاقِ

تمازجت القلوب على ودادٍ ... بلا زيف خفىٍ أو نفاقِ

Jan 4, 2008

يـــــــا أبــــــــــــتـــــــــى ....

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحقيقة أستوقفنى موضوع تعدد المذاهب لاخى ابن حجر ... و رغم ان الموضوع يشغل بالى منذ فترة ، الا أنه بدأ يغزو الساحة و بقوة فى الفترة الاخيرة، و أصبح المدخل لكره أى شخص أن تتقول عليه مذهبا غير الذى عليه الجماعة ليصبح مكروها منبوذا منهم ....

و هذه النقطة التى أود مناقشتها فى هذا البوست ... إنها نظرة المسلم الانسان لمن على نهجه أو غير نهجه ... إنها نظرة الانسان للانسان ...

قبل قليل أطل علينا موضوع العراق و تعدد المذاهب الذى أودى الى كره الشعب على مذهبيه لبعضهما البعض .. حتى وصل الحال الى القتل العلنى ، و الخطف و غيره .. و السبب فى كل هذا انه على غير المذهب .. و كانت أرخص الوسائل التى استخدمها العدو لاستحلال احتلال بلد له فيه غاية ...

ثم أطلت علينا لبنان ، فى حربها الاخيرة مع اسرائيل ، و كيف أطلت الفتاوى بأنه لا يجوز الدعاء لهم ، و السبب أنهم على غير المذهب .. و كيف تسابق الكل فى جمع شبهات هذا المذهب و اعلانها .. فما كان الا أن تكاتلت الامة على الدعاء عليهم لا مساندتهم و مؤازرتهم ...و على الرغم من تعدد أفرع هذا المذهب .. إلا أننا تمسكنا بالفرع الشاذ فيهم وسيلة لكرههم كلهم على مجملهم ..

و المصيبة أنه أصبح وسيلة الحكم عليك فى أنك توالى هذا المذهب أو تكرهه ، فى طريقة كلامك و كيفية تعاملاتك مع أتباع هذا المذهب ... والله أذكر أن أحد أخواننا العراقيين جاء الى مصر هاربا ، و عندما بدأ فى العمل باستئجار محل ليتقوت منه ، إذ الكل يخشاه و يبتعد عنه و لا يبتاع و الزعم أنه على غير المذهب .. حتى ترك الرجل المكان و ذهب الى مكان آخر ..
قولوا لى بالله عليكم ... ماذى يفعل هذا ؟؟ .. مطرود مشرد فى أهله و ووطنه و حتى عندما جاء ليطلب أساليب المعيشة !! ..

إنه الفهم المغلوط للدين ..و فهم مغلوط للولاء و البراء .. لنا أن نعلم أن الولاء و البراء عمل قلبى ، نعم .. لا أوالى هذا لانه يعتقد اعتقادا خاطئا فى ناحية معينة .. لكنى لا أبرأ منه كلية .. فمازال تحت مسمى مسلم ، و إن كان على غير الدين ..فأبرأ منه عقديا ، أما ما يمس أمور الدنيا ، من معاملات و أساليب حياة .. فالكل عندى سواسية .. الكل وهبه الله حق الحياة ، و من حق الانسان أن يعيش هانئا فى وطنه .. منعما بحقوقه كفرد و كمواطن ... و لم يأمر الاسلام مطلقا بنبذ فرد خارج المجتمع لانه على غير المذهب أو الدين .. أو بحرمه من حق يتمتع به الجميع ..

إنه حسن الخلق ، و إنها رقة الطبع تلك التى كان يتحلى بها رسول الله –صلى الله عليه و سلم – مع كل الناس ، و كان يأمر بها على غير تفريق .. و لم يكن رسول الله –صلى الله عليه سلم وحده بل لو تدبرنا القرآن لوجدنا أن الرسل جميعهم كانوا يتعاملون مع قومهم بلين و رفق رغم أنهم كانوا يعاملونهم بجفوة و غلظة ، و لا يتورعون عن إيذائهم ..

إنها الرحمة التى أنزلها الله الى الارض و أمر الرسل و الناس أن يتعاملوا بها مع بنى جنسهم لا بنى دينهم و مذهبهم ، و رغم أنى أسمع و أقرأ سورة مريم باستمرار إلا أننى اليوم أستوقفتنى آيات ابراهيم مع والده .. وصوت الامام يصدح بها مع برقات يوم له قدسيته وهو يقول :" يا أبت لم تعبد مالا يسمع و لا يبصر و لا يغنى عنك شيئا ؟؟... يا ابت إنى قد جاءنى من العلم مالم يأتك .... يا ابت ... يا أبت .." .. كان يكفى أن يذكرها مرة ، و لكنى والله اغرورقت عيناى بالدموع لا من رحمة ابراهيم بل من رحمة رب ابراهيم الذى قذف قبس منها فى قلبه ، و انظر الى الرد الغليظ من ابيه " قال : أراغب أنت ...؟؟ " لم يقل حتى يا بنى .. ثم إذا الرد يأتى سريعا من ابراهيم " سلام عليك " ..

نعم أبرأ ممن على غير دينى ، و قد أختلف مع من على غير مذهبى ... لكنى أبدا لا أكرههم ، فهم بنو جنسى ، و لهم حق العيش مثلى ...

و والله إننا لاحوج غلى أن يرحم بعضنا بعضا تحت وطأة ظروف الحياة التى نعيشها
هذا البعض و ليس كل ماعندى ، فلربما اعود الى تلك النقطة فى وقت آخر ..


فسلام عليكم جميعا و رحمة الله و بركاته

11 comments:

محمد الجرايحى said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً أحييك على الطرح الطيب
والمشاعر الطيبة والنبيلة والتى ظهرت جلية فى ثنايا السطور والكلمات

الاختلاف المذهبى فتنة وضع بذورها الأمريكان والصهاينة فى العراق
بعدما اكتووا بنار التصدى من رجال المقاومة فى العراق
فجعلوا سلاح المقاومة يصوب نحو الإخوة فى الدين والوطن

إنها فتنة أشعلوها هناك فى العراق
والآن فى لبنان فأصبحت ناراً تتأجج
بين أبناء الأمة

وليس لها من دون الله كاشفة
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ولابد لعقلاء الأمة أن يتصدوا لهذه الفتنة ووأدها قبل أن تستفحل وتصبح ناراً لاتبقى على أحد

أخوك
محمد

ابن حـجـر الـعـسـقـلانـى said...

أولا أحييك على ذكرك نموذج سيدنا إبراهيم فى تعامله مع أبيه .. فهذا نموذج فى التعامل تميز بمنتهى السماحة بين نبى من أنبياء الله و بين عابد للأصنام .. فماذا يكون الوضع فى مواقف فيها المتخالفين يكونون متخالفين فقط فى مذهب أو طريقة تفكير و متفقون فى الأصول و فى كثير من الفروع .. السماحة فى الموقف الثانى أولى بالتأكيد

ثانيا .. إنك تستشعر من الناس الداعين لرفض الآخر (و أغلبهم شيوخ و دعاة للأسف) أن محركهم فى تجييش العامة ضد "الآخر المذهبى" ليس طلب الحقيقة مجردا .. أو الدفاع عن وجهة نظر يرى أصحابها أنها صواب .. و إنما تستشعر برغبة شديدة فى استنكار الآخر و نفيه و استبعاده من الوجود بكل الوسائل و بغض النظر عن الأولويات .. فلتذهب "الوحدة فى مواجهة المستعمر" إلى الجحيم .. بل تجد منهم من يحاول أن يلفق بين موقفه العدائى من مخالفه فى المذهب و بين العدو المستعمر بأن يختلق علاقة غير منطقية بين الشيعة و الأمريكان مثلا .. أو يقولون أن الشيعة أخطر من إسرائيل .. ناسيين أن الشيعة (بالافتراض مجازا أنهم يمثلون خطر) هم أهل أرض و سكان أصليون فى بلادهم و هذا يستوجب إيجاد وسيلة سلمية للتعايش بين المختلفين مذهبيا ..أما إسرائيل فهى كيان طفيلى غير أصيل فى بلادنا .. موجود بالقوة الاستعمارية .. فهو أولى بالمقاومة و تجييش العامة ضده من أن نجيش العامى ضد الأخ فى الدين

أحييك على موضوعك .. و عذرا للإطالة

Soul.o0o.Whisper said...

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

أخى الفاضل / محمد الجرايحى
أخى الفاضل / ابن حجر

حقيقى سعدت جدا بتشريفكما لى
بس قبل ما اعلق على تعليقاتكم
عاوزة اقول حاجة بسيطة جدااااااااااااا
و اكتشاف من الاهمية بمكان
و هو :
انى بننننننننننننننننننت

دا بس علشان نكون واضحيييين :(

طيب نشوف التعليقات بقى

Soul.o0o.Whisper said...

اخى الفاضل / محمد

أشكر لك إطراؤك اولا ،

ثانيا : ياليت قومى يعلمون
لا امدح بنفسى فهذا من فضل ربى اولا
و لكن هذا هو المسلم كما افهم
و ياليتنا نفهم الاسلام كما اراده الله لنا

الاخنلاف المذهبى امر وارد كما اسلفنا
و هو سعة فى الدين طالما ان هناك امور محل اجتهاد، و انما تصبح فتنة عندما نتحزب و نرفض ان نسمع الاخر ، فهذا حب للمجتهد و ليس حب للحق
و قد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه و سلم - أننا سنختلف " ستفترق أمتى على ثلاث و سبعين شعبة " أما " كلها فى النار الا واحدة " فقد اختلف فيها اهى ضعيفة أم موضوعة

و فعلا كما اسلفت ان الامريكان قد لجؤوا إليها ، و لكن بعد أن أعيتهم الحيل فى اغتصاب ارضنا ... فلجؤوا الى حيلهم الدنيئة ،
ولو فهمنا اسلامنا على الوجه الصحيح لما حدث هذا و لكنه الفهم القاصر
و لكن لم ينتهى الوقت بعد .. لكن علينا ان نفهم و نبدأ

و إنى لاضم صوتى الى صوتك فى ان نبدأ بمعالجة هذه النقطة بسرعة
قبل ان يتفاقم لهيبها


و فى انتظارك دائما

Soul.o0o.Whisper said...

اخى الفاضل / ابن حجر

صدقت ... فبالاضافة إلى تعاملى مع من هو على نهجى بصفته إنسان ، فعلى أن اعامله بصفة الاخوة فى الدين

فهو بالرغم من كل شئ لم يكفر بالله و لم يشرك به أحدا ، و لم يتنصل من أحد مقتضيات الايمان

و لكن اسمح لى ...
انا لا اعتقد اطلاقا أن شيوخنا من الداعين لرفض الاخر
الموضوع كما افهم انا ... أنهم غالوا فى موضوع الولاء و البراء.. و لان الناس لا تفهم أصلا الفرق بين الولاء و البراء و الحب و الكره ، فقد طبقت موالاتها على أساليب معيشتها
و لأن الاسلام أشمل من أن نتحدث عن العقيدة وحدها
فلابد لنا من ان نتطرق لمواضيع أخرى
و اهمها الاخلاق و فقه الاختلاف مع الاخر و غيره


و لقد ذكرت فى سياق كلامك أمرا مهما جدا... ألا وهو أن الناس أولى بأوطانهم
و إلا كان دفاعنا عن حق الفلسطينيين فى ارضهم ليس لانهم أصحاب ارض ..بل لانهم أصحاب مذهب ؟؟!!.. نعم ، لبنان كمثال فأهلها اولى بأرضهم و ليس لنا أبدا لاختلاف المذاهب أن نحرم مواطن من حقه و أرضه


شكرا لك و بانتظارك دائما

ابن حـجـر الـعـسـقـلانـى said...

أختنا الفاضلة

أولا: أعتذر بشدة عن هذا الخطأ .. و سأتداركه فى المدونة لدينا .. و لكن لا يوجد فى البروفايل لديكى ما ينبهنى .. و أيضا لم أجد أى إشارة فى مقالك تنبهنى

و لكن فى النهاية .. أعتذر .. فهو خطأ غير مقصود

ثانيا: بخصوص حديث الفرقة الناجية و انقسام الأمة إلى ما يزيد عن السبعين فرقة .. كنا قد كتبنا تدوينة فى مدونتنا تتناول هذا الحديث من حيث السند و المتن و الاستدلال به .. و سأتشرف إن مررتى عليه مرورا سريعا

ثالثا: و هى نقطة أحييكى عليها بشدة .. و هى مقولتك: "لأن الاسلام أشمل من أن نتحدث عن العقيدة وحدها
فلابد لنا من ان نتطرق لمواضيع أخرى
و اهمها الاخلاق و فقه الاختلاف مع الاخر و غيره" .. فللأسف .. الكثير من الدعاة "يحشرون" العقيدة فى أمور الحياة البسيطة و التى لا تستدعى أن ننظر إليها من منظور عقدى .. و إلا أصبح المخالفين لوجهة نظرهم هم خارجون عن الدين .. و لا حول و لا قوة إلا بالله

فقد سمعت فى إحدى الخطب عن البرلمان من موقع طريق الإسلام.. الشيخ يبدأ بتساؤل و هو: "ما هو ميزان المشاركة البرلمانية فى عقيدة المسلم" .. لا أدرى هل يدرك هذا الشيخ أن أمور السياسة كلها من الفروع أم لا يدرك ذلك

إن الفرقة الوحيدة التى تقول أن الإمامة و ما يتعلق بها هى من أصول الإيمان هى فرقة الشيعة .. فى حين أن هؤلاء الدعاة هم أشد الناس عداء للشيعة

و معذرة لإطالتى فى التعليق

Soul.o0o.Whisper said...

اخى الفاضل / بن حجر

اعتذر عن التأخير

اخى الفاضل / اعرف انه خطأ غير مقصود
و لكن وجب التنويه :(

بالنسبة للعقيدة فأتفق انها اصبحت فى كل شئ
و لكن هناك عقل و ميزان


يسعدنى أن اقرأ جميع تدويناتكم و فى مقدمتها تدوينة الحديث
و لكن استسمحك لفترة
انهى امتحاناتى ثم آتى سريعا

حمدي المتولي said...

بسم الله الرحمن الرحيم
سعدت بمرورك الكريم
واحيك اخي علي مدونتك الرائعة
بارك الله بك

Anonymous said...

السلام عليكم

والله يا فويس كل يوم اعرفك فيه بحترمك فيه اكتر وارفعلك القبعة اكتر

المشكلة والله مافى الدين ولا المذاهب الناس الى بنطلع الفتاوى هذا حرام وهذا لا يجوزو هذا غي رشرعى مش باصين للدين كويسة
المصحف الى كل يوم بيقروه ملاحظوش انه ثلاث ارباعه معاملات وربع بس عبادات مبصوش فى سيرة احسن الخلق ى اشهر حاجة فى فتح مكة عندما قال اذهبوا فانتم الطلقاء وهما مش على دينه اساسا مش اختلاف فى المذهب

دول للاسف باصين من زواية واحدة بس
الى هى خلقنا لنعترض مش اكتر

محدش فكر فى الانسان ومعاملته تكون ازاى عشان على الاقل نحببه فى دينى او المذهب الى انا عليه لكن للاسف الله المستعان

Soul.o0o.Whisper said...

الاخ الفاضل / حمدى المتولى

سعدت انا ايضا بمرورك الكريم
بس ياريت تطلع فوق شوية
علشان فى سوء تفاهم دائم فى نقطة معينة

ياريت حضرتك تاخد بالك منها :)

شكرا لك و بانتظارك دائما

Soul.o0o.Whisper said...

الغالية / بنت الاسلام

اللهم اغفر لى مالا يعلمون ،
و اجعلنى خيرا مما يظنون

شكرا لك اطراؤك حبيبتى
و بالنسبة لموضوع المذاهب و الاديان
هناك دائما تسليط الضوء على زاوية بعينها ، و مجال رؤية رؤية ضيق

فعلا ياريت ماننساش ان دينا حث على المعاملات و الاخلاق الكريمة بغض النظر عن الديانة أو المذهب

و ياريت فعلا تقرئى البوست الرائع لاخونا ابن حجر ...

بجد هيفيدك كتير
شكرا ليكى و بانتظارك دائما