الطريق

الــطـــــــــــريــــــق

كان الظلام يلفها من كل اتجاه ... كانت تدرك انها لابد ان تنتظر إشراق فجر جديد لتستكمل مسيرتها ...

كانت تعلم أنها فى نهاية رحلتها ستقطع هذه الغابة لتخرج إلى فضاء الكون الرحيب، حيث الأمن و الأمان ، حيث بيتها الدافئ ، و سعادتها الغائبة ...

انتظرت ... و انتظرت ...

كانت تترقب الإشراق بين لحظة و أخرى ...

كاد اليأس يقتلها ...

و بينما هى كذلك ، إذ تسلل الشعاع حثيثا من بين أغصان الشجر ...

تبسمت الفرحة و كأنما نشطت من عقال ...

حملت حقيبتها و بدأت المسير ... إن الضوء مازال يسيرا ، لكنها تريد أن تبدأ باكرا حتى تقطع أكبرمسافة ...

سارت كثيرا ، و تعثرت أكثر من مرة ، لكنها تابعت طريقها ...

كان حماسها شديدا ، وكلما قوى الضوء ، خالطتها سعادةغامرة ، فالطريق تتضحمعالمه ، ولا ريب أنه يقصر ..

حتما ستأتى النهاية قريبا ..

و بينما هى تحث الخطى ، إذ بزغ لها ضوء شديد ، لم تستوضح كنهه ،

و اضطربت ... أتتابع المسير ، أم تتجه إلى الضوء ؟؟!!..

ظلت متحيرة حينا ، ثم قررت المسير باتجاه الضوء ..

سارت بجد و اجتهاد ، و لكنيالسوء حظها .. كلما ظنت أنها تقترب ، خفت الضوء عن ذى قبل ..

جدت أكثر ، لكنه يخفت بمضى الوقت !!...

اختلط أملها بخوفها ... فهى تأمل بالوصول باكرا إذا ما كان هذا الضوءلأحدهم فيحملها إلى خارج هذا المكان ، و خوفها ألا تدركه فيضيع عليها هذا وذاك ..

لكن أملها ظل يدفعها لأن تواصل المسير ..

أخيرا ...... وصلت ،

فى اللحظة التى ظنت فيها أنها نجت ، اتضح لها الامر ...و يالها من صدمة .

لقد أكتشفت أن منبع الضوء لم يكن سوى مرآه ... كانت مقعرة بعض الشئ ، لذلك كان الضوء قويا ..

يا إلهى .. الان فقط فهمت لماذا كان يخفت بمرور الوقت ،

إنه الضوء الذى تعكسه المرآه ، كان يخفت بالتدريج ليعلن نهاية فجر وٌلد منذ ساعات ...

نظرت إلى أطيلف ضوء ترحل مع المغيب ، و هى تداعب أغصان الشجر ،

ثم نظرت بأسى إلى المرآة ...

إن عليها انتظار إشراق فجر جديد لتعود أدراجها إلى الطريق ، و من ثم تواصل مسيرتها إلى الكون الرحيب ...