قـصـة العـلـــم

إزيكوا ؟؟ إزيكوا ؟؟ وحشتونى كلكوا ... :)

بجد وحشتونى جدا جدا ، و يارب تكونوا كلكوا بخير .. طبعا ظروف الشغل و الماستر انتوا عارفين ، الله المستعان ...

الحقيقة كنت عاوزة أكلمكوا فى موضوع - والموضوع دا كنت عاوزة اتكلم فيه من فترة كبيرة اوى ، يمكن من ساعة ما نزلت قصة الخلق .. بس ياللا قدر الله و ما شاء فعل - و الموضوع دا هو .. أهمية العلم ، بكل انواعه و فروعه ...

و كفاية ان اول آية نزلت خالص فى القرآن كانت بتحث على تلقى العلم ، و دا من خلال أولى خطواته ، و هى القراءة ... " اقرأ "

و كون ان العلم الذى تعلمه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، هو القرآن و مابه من أحكام و أوامر و نواهى ... إلا أنه صلى الله عليه و سلم فقه منه فى أمور الحياة اللى احنا مش قادرين نفهمه ، و نطبقه فى حياتنا ...

ما علينا .. مش دا موضوع الحديث ، لكن فعلا كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، و إذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، و إذا أردت الدنيا و الآخرة فعليك بالعلم ، و إذا أردت العلم فعليك بالقرآن .. "

و نوع هذا العلم أو كنهه لم يحدده الله عز و جل ، و لا رسوله صلى الله عليه و سلم ، و إنما اللى اتحدد هو وجهة هذا العلم و مقصده ، وهو أنه يكون مصروف لوجه الله ، و تكون وجهته الاخيرة هى التعرف الى الله عز و جل و معرفة عظمته من خلال مخلوقاته ، أو التفكر فى تصريف الامور ، أو غيره ...

و دا عشان أنا مش متفقة ابدا مع القائلين بأن العلم الموصل الى الله هو العلم الشرعى فقط ، و أن ما دون ذلك هو باطل ، أو تضييع وقت ع الفاضى .. و الأفضل انى استغل وقتى بحاجة تنفعنى – اللى هو العلم الشرعى طبعا-

و أنا من وجهة نظرى – و بأقول اهو من وجهة نظرى انا- ان فى جزء من الأمور الشرعيه لازم تكون معلومة بالضرورة ، و دى شايفاها فرض على كل فرد مسلم ، و أولها فى وجهة نظرى هو فهم القرآن و تطبيقه .. مش حاجة افرغ لها حياتى – وان كانت تستحق فوق حياتى حياتين – لكن لما يكون ربنا أراد و اختار لى طريق ، و الحمد لله شايفة نفسى فيه ، ماسيبهوش بئا و اروح اتعلم حاجة تانية ..

ما علينا بردوا ... مش دى النقطة اللى عاوزة اتكلم فيها المرة دى ، اللى عاوزة أتكلم فيه هو قيمة العلم فى ديننا ، و اننا فى المقام الاول أمة علم ، و لما تكون الامم اللى سابقانا الوقتى نبص إزاى نهضت نلاقيها اهتمت بحاجتين أساسيتين أولها العلم ، التانى اتقان العمل

و نبص لنفسنا نلاقينا –معلش فى الوصف – جهلة ، بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، و حتى اللى بندرسه و نتعلمه ، حاجات ما قبل عصور الظلام ، و اللى أكتر من كدا ، إننا نقتنع ان الاسلام بيأمر بالعلم الشرعى فقط ، و نقعد كلنا نحفظ قرآن و أحاديث و نعرف السيرة ، و نبئا كدا وصلنا لقمة العلم – طبعا أنا مش بأبخس من قدر هذه العلوم ...

لكن زى ماقال الامام الغزالى رحمه الله فى كتابه الرائع / خلق المسلم : " إن علوم الحياة مساوية لعلوم الآخرة فى خدمة الدين و تجلية حقائقه ، غاية ما هنالك أن علوم الطبيعة تحتاج دراسات أطول . أما العلم بالدين فميسور لمن أخلص له أياما معدودات . و إذا كان التوسع فى فروع الشريعة يحتاج مُددا فسيحة ، فهذا التوسع وظيفة اجتماعية كسائر الوظائف التى تستكثر منها الدولة أو تستقل وفق المصلحة التى تُنجح رسالتها العليا و ليست دراسة الحقوق و القضاء بأشرف فى ذاتها من دراسة الطب مثلا . ولو بلغ صاحبها مبلغ أبى حنيفة ، و إنما يرجح الرجل صاحبه فى علمه بمقدار ما يُسخّر هذا العمل لنفع الناس ابتغاء وجه الله و انتظار ما لديه من مثوبة" ...

و طبعا المعنى دا دلت عليه الآية :" وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " ... للجهاد فئة و للتفقه فى الدين فئة ، و كل حسب المصلحة العامة ..

و يكفى أن الله سبحانه و تعالى عندما ذكر الفئة التى تخشاه ، ذكر فروع من العلم – على سبيل المثال لا الحصر- كلها تختص بعلم المخلوقات يقول تعالى :" ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها و من الجبال جدد بيض و حمر مختلف ألوانها و غرابيب سود * و من الناس و الدواب و الأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء"

يعنى علم الجغرافيا ، و الجيولوجيا ، و النبات ، و الأحياء و طبعا بالتبعية علم الكيمياء و الفيزياء ، و غيرها و غيرها من علوم تجعل صاحبها يخشى الله ... ليييييييييييه؟؟.. لأنه يرى قدرة الله بعينيه ، و ليس من رأى كمن سمع ..

و بالتالى ، فتحديد نوعية العلم الذى يجب تلقيه ، ليس من الدين فى شئ ، فكل العلوم أمرنا الله عز و جل بطلبها و كذلك رسوله صلى الله عليه و سلم :" من سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة "

و كنت من زمان سمعت فى أحد الشرائط حاجة عجبتنى جدا جدا و سجلتها عندى ، كان فى سلسلة الاعجاز العلمى لطارق السويدان .. قال " أن القرآن لم يترك شيئا إلا أشار إليه ، حتى تحدث العلماء و قالوا ..

إن شئت الخياطة ---> " و طفقا يخسفان عليهما من ورق الجنة " ،

و إن شئت الحدادة ---> " و ألنا له الحديد " ،

و إن شئت البناء ---> " و السماء و ما بناها " ،

و إن شئت النجارة ---> " و اصنع الفلك بأعيننا " ،

و إن شئت الغزل ---> " نقضت عزلها " ،

و إن شئت النسيج ---> " كمثل العنكبوت اتخذت بيتا " ،

و إن شئت الفلاحة ---> " افرأيتم ما تحرثون " ،

و إن شئت الصياغة ---> " و اتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا " ،

و إن شئت الملاحة ---> " و أما السفينة " ،

و إن شئت الكتابة ---> " علّم بالقلم " ،

و إن شئت الخبازة ---> " فوق رأسى خبزا " ،

و إن شئت الطبخ ---> " فجاء بعجل حنيذ " ،

و إن شئت الغسيل ---> " و ثيابك فطهر " ،

و إن شئت النحت ---> " و تنحتون من الجبال بيوتا " ... "

وغيره وغيره من الأمور و الأشغال اللى ذكرها ربنا ، فإذا كانت هذه الامور قد حظيت بذكر فى القرآن ، فما بالك بالطب و الصيدلة و الهندسة و كل مجالات العلم ...

و يكفى فى فضل العلم ، أن صيد الجوارح المدربة حلال .. فإذا كان العلم قد ارتقى بمرتبة الحيوان فجعل صيده من حرام الى حلال ، فكيف يرتقى العلم بصاحبه ؟؟؟

معلش طولت عليكم ، بس الكلام فى العلم لسه طويل .. نكمل المرة الجاية ان شاء الله ... :)