طبعا البوست اللى فات شفنا كلام ابن الجوزى – رحمه الله- وإزاى هو شايف انه مثقل بالتكاليف ، و أخد نفسه كمثال يشرح عليه عبء التكاليف دى ، و طبعا فى تكاليف مفروضة علينا جميعا ، و فى تكاليف حسب كل فرد و القدرات اللى ربنا معطيهاله ...
و أحب يا جماعة أنوه عن شئ ربما هأحاول أتكلم عنه بالتفصيل بس لما أخلص الخاطرة دى ، و هى إنى أوردت الخاطرة دى بالذات لسببين ، الأول : التأكيد على ان السلف كانوا فاهمين التكليف صح ، و مش انى أعتزل الدنيا و كل همى هأصلى اد ايه ، و اذكر ربنا كام مرة و بس – و طبعا الكلام دا أصلا أساسى و مفيش عليه خلاف – لكن بردوا فهموا ان السعى فى الدنيا و التنعم بطيباتها ،و دورة الحياة اللى احنا بنسميها سنة الحياة داخلة فى حيز الدين ، و لما نحاول ندخل الدين فى تعاملاتنا و احداثنا اليومية دا مش استحداث للدين داخل الدنيا ، لا .. دا المفروض يكون فهمنا الصحيح للدين و احنا بنتعامل فى حياتنا عادى ...
السبب التانى بئا : وهو شخصى شوية ، هو انى كل ما بأتعب من مشاكل بأمر بيها من مشاكل الحياة اللى ممكن تصيب اى واحد فينا بالاحباط ... الخاطرة دى بتفوقنى ، و تصبرنى ، و تقولى مش انتى لوحدك اللى كدا ، اللى قبلك بردوا مروا بأشد من كدا ... و رغم ان كلماتها بتجيب لى اكتئاب زيادة ، لكن لما أشوف صاحبها ماستسلمش ،و كفاية ان سيرته و اعماله باقية ليومنا هذا ... بأقول لنفسى دا حجة عليكى ، لأنه فهم صح و حاول يطبق اد ما يقدر ، و رغم انه ماوصلش للى عاوزة تمام ، لكن سعى ، و ماقعدتش يعيط و خلاص ، و يقول هأقدر على ايه و لا ايه ... و أكيد ان شاء الله ربنا هيؤجره على نياته دى كلها اللى هنشوفها فى باقى الخاطرة ، و كفاية بجد ان ذكره لسه باقى لحد النهاردة و بياخد حسنات عليه ، و ان شاء الله يوم القيامة يكون و احنا معاه من أصحاب الجنة ... يااااااااااااارب
نكمل بئا كلامه بيقول ايه؟؟... ( ثم إن العلم دلنى على معرفة المعبود ، و حثنى على خدمته ، ثم صاحت بى الأدلة عليه إليه ، فوقفت بين يديه ، فرأيته فى نعته ، و عرفته بصفاته ،و عاينت بصيرتى من ألطافه ما دعانى إلى الهيمان فى محبته، و حركنى إلى التخلى لخدمته ، و صار يملكنى أمر كالوجد كلما ذكرته ، فعادت خلوتى فى خدمتى له أحلى عندى من كل حلاوة " بيقول لما اتعلمت ، العلم دا عرفنى بربنا – و احنا قلنا قبل كدا ان اى علم نافع لازم فى النهاية بيقودك لربنا – و دفعنى انى اتقرب له بالطاعات ، و لما شفت أدلة محسوسة بتنطق فعلا بوحدانيته ، دا دفعنى بزيادة انى اعبده ، فرحت له ووقفت بين ايديه ، و حاولت انى اعرف صفاته و انى اتلمسها حواليا ، فلما حسيت دا فعلا و شفته ببصيرتى ، و فهمت اللى ورا الاحداث ، و حكمة ربنا منها ... دا خلانى احبه بزيادة ، و اهيم فى حبه ، و بئيت عاوز بس انى اختلى بيه ، و فعلا بئيت اختلى بربى و اعبده بس – خلوا بالكوا هو قال ايه؟؟ دعانى إلى الهيمان و حركنى ، يعنى مش كفاية شعورنا ايه، لا لازم عمل كمان – و بئا كل ما يذكر اسم الله أحس احساس المشتاق لحبيبه ، فأجرى اختلى بيه ، فأصبحت الخلوة دى عندى أحلى من أى حاجة تانية " فكلما ملت إلى الانقطاع عن الشواغل إلى الخلوة، صاح بى العلم : أين تمضى؟ أتُعرض عنى و أنا سبب معرفتك؟ " يعنى خلاص لما جهزت نفسى انى ماعدش اى حاجة هتشغلنى و انى اعيش حياتى فى خلوة بربنا بس ، ألاقى العلم بيوقفنى و يقولى ايييييييه ؟؟ رايح فين؟؟ أنت هتسيبنى و أنا السبب فى انك تعرف ربنا و تحبه كدا ؟؟" فأقول له : إنما كنت دليلا ، و بعد الوصول يُستغنى عن الدليل " فأرد عليه و اقوله : لالالا، انت كنت دليل بس عشان ماكنتش عارف السكة ، انما لما عرفتها خلاااااص ، شكرااااااا كفاية عليك لحد هنا " قال : هيهات! كلما زدت ، زادت معرفتك بمحبوبك ، و فهمت كيف القرب منه ، و دليل هذا أنك تعلم غدا أنك اليوم فى نقصان ، أوما سمعته يقول لنبيه صلى الله عليه و سلم ( و قل رب زدنى علما ) " رد عليه العلم و قاله : بيتهيئلك ، لأنك كل ما هتتعلم ، كل ما هتعرف عن حبيبك زيادة ، و هتعرف ازاى تقرب منه ، و الدليل على كدا بكرة لما تعرف أكتر ، هتعرف انك اليوم كنت ناقص فى علمك ، انت ماسمعتوش وهو بيقول للرسول صلى الله عليه و سلم فى القرآن ( وقل رب زدنى علما ) – و دا يا جماعة الأمر الوحيد فعلا فى القرآن اللى ربنا أمر الرسول صلى الله عليه و سلم بالاستزادة منه ، وهو العلم ، ربنا يعلمنا جميعا يارب ، و يزيدنا علما " ثم ألست تبغى القرب منه ، فاشتغل بدلالة عباده عليه ، فهى حالات الأنبياء – عليهم الصلاة و السلام- أما علمت أنهم آثروا تعليم الخلق على خلوات التعبد لعلمهم أن ذلك آثر عند حبيبهم؟ أما قال الرسول – صلى الله عليه و سلم-( لأن يهدى الله بك رجلا ، خير لك من حُمُر النعم ) ؟ " و بعدين مش أنت عاوز تقرب منه؟؟ خلاص روح علم الناس ازاى تقرب من ربنا طالما انت عارف ، مش دى كانت حال الانبياء عليهم السلام ؟؟ لأنهم عرفوا ان دا أحب لحبيبهم ؟؟ اه ، مانت تقرب للى بتحبه بطريقته هو ، مش طريقتك انت ، انت ماسمعتش حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لأن يهدى الله بك رجلا ، خير لك من حُمُر النعم ) "
فلما فهمت صدق هذه المقالة ، تهوّست على تلك الحالة ، و كلما تشاغلت بجمع الناس تفرق همى ، و إذا وجدت مرادى من نفعهم ، ضعفت أنا ، فأبقى فى حيز التحير مترددا ، لا أدرى على أى القدمين أعتمد " لما فهمت كلامه و عرفت انه صدق ، اتجننت ... فعلا لازم اعمل زى ماهو بيقول ، فأقوم أجمع الناس عشان أكلمهم عن ربنا ، فألاقينى مشتت لأنى لازم اكلم دا بطريقة و دا بطريقة ، و أشرح لدا و أفهم دا .. و لما ربنا يوفقنى و أوصل للى عاوزه أكون خلاااااااااص خلصت ، فأبئا متردد و متحير ، يارب أعمل ايه؟؟ أختلى بيك و اعبدك؟؟ و لا أروح أعلم الناس؟؟ " فإذا وقفت متحيرا ، صاح العلم : قم لكسب العيال ، و ادأب فى تحصيل ولد يذكر الله " فلما اتحير كدا يجيلى العلم : انت مش هتروح تشتغل و لا ايه؟؟ انت مش وراك عيال عاوزين اكل و شرب و غيره ، و كمان تعليمهم ، هما مش دول أمانة عندك و لا ايه ؟؟؟ " فإذا شرعت فى ذلك ، قلص ضرع الدنيا وقت الحلب، و رأيت باب المعاش مسدودا فى وجهى " فأروح عشان أشتغل ، ملاقيش ولا باب مفتوح ممكن أكسب منه ، وصور الحالة زى الضرع لما ييجى وقت حلبه ، متلاقيش فيه لبن !!! " لأن صناعة العلم شغلتنى عن تعلم صناعة " و دا لأن تعلم العلم أخد وقته كله ، و ماقدرش يتعلم اى صناعة .. يعنى بجانب العلم كمان لازم نشتغل و نكسب ، دا من الدين ، مش نتحجج بالعلم !!"
فإذا التفت إلى أبناء الدنيا ، رأيتهم لا يبيعون شيئا من سلعها إلا بدين المشترى ، و ليت من نافقهم أو راءاهم نال من دنياهم ، بل ربما ذهب دينه و لم يحصل مراده " ياااااااااااااه دا الكلام دا كان على ايامه بردوا !! إنه لما بص لحال الناس اللى عاوزين الدنيا حواليه ، لقى انه لازم يتنازل عن حاجات كتير اوى من الدين عشان يقدر يتعامل زيهم و يكسب زيهم ... اه ، لازم يطفف فى الميزان ، و يخدع الزباين ، و يزين الوحش ...و غيره و غيره ، و ياريت فى الآخر بيكسب أكيد ، لا دا ممكن يمشى وراهم و يفقد التعاملات اللى الدين قاله عليها ، و بردوا مايكسبش " فإن قال الضجر : اهرب، قال الشرع :( كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت " وفى رواية يعول" ) ، و إن قال العزم : انفرد ، قال : فكيف بمن تعول " يعنى لما بتضيق بيا و خلاص مش قادر يجيلى الضجر – القلق من الغم – و يقولى :خلاص اهرب و سيب الدنيا دى ، فيجيلى الشرع و يقولى : اقف .. انت مش عارف انه اثم كبير اوى انك تضيع اللى انت بتعولهم ؟؟ ... ايه دا؟؟ يعنى اقوم الصبح من بدرى و انزل الشغل و اتبهدل فى المواصلات و دمى يتحرق فى الشغل و أرجع نفس موال المواصلات عشان انام مهدود و اصحى تانى يوم عشان اجرى الحق .. كل دا مفروض اتحمله ، و ربنا هيؤجرنى عليه .. اه ، أكيد ، طيب مش قادر بردوا ، فيقوم العزم يقولى : خلاص خليك فى نفسك ، كفاية تعول نفسك ، يقوم الشرع يقف لى بردوا : واللى أنت مسئول عنهم دول؟؟؟ " .....
طبعا أنا لو كنت مكانه كنت قلت لكم : غطونى و صوتوا عليا ... :)
اه .. يعنى صراحة ربنا يكون فى عون الشباب ..
و لحد كدا و المأساة لسه مخلصتش صراحة .. بس أنا طولت عليكم اوى ، و المرة الجاية ان شاء الله نختم الخاطرة دى ...
دمتم فى رعاية الله
4 comments:
السلام عليكم
ماشاء الله اول معلق علي موضوعك الرائع بحق الذي يستحق نظرة اجلال وثناء علي مجهودك في ابداعه
محتاج اني اقراه مرات ومرات علشان اتعلم منه اكتر
جزاكي الله خيرا
ودمتي بكل خير
طبعاً مجهود رائع وعندك حق انا مش عارف ايه اللى خلاني ادخل فكر المعتزلة في الموضوع
انا اسف
بارك الله فيكي يا دكتور
و اثابك علي مجهودك الرائع و لمساتك الشخصيه علي الموضوع
تحياتي
بيوتفل مايند
.............
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و سعيدة بزيارتك
و الحمد لله انك استفدت منه
دمت فى رعاية الله
..............................
فارس
.....
ممممممممممم
شكلك اتضايقت لما باقولك انا مش عارفة ايه اللى دخل فكر المعتزلة
:)
على العموم أنا ماقصدتش شئ
لكن بالفعل ذهنى مش بالصفاء الكافى لمناقشة أى موضوع مؤقتا
فارجو انك ماتضيقش
دمت فى رعاية الله
.........................
أحوال الهوى
...........
دكتورى العزيز
دائما ما يسرنى تشريف حضرتك للمدونة
:)
و ربنا يبارك فى حضرتك
دمت فى رعاية الله
Post a Comment