عــــــــالـــــ أنـــــــــــــا ــــــمــــى

عالم غريب ذلك العالم الذى أصبحنا نعيشه ...

عالم ملئ بالمتناقضات ، بالشاذ من الأفكار و المعتقدات ...

و لأنه أصبح سمت حياتنا اليومية ، أصبحنا نراه عاديا ..

بل من لا يفعل ذلك أصبح هو الشاذ .. هو الغريب عن الحياة ...

و صارت الحياة و روتينها هو المتحكم بنا ، بدلا عن أن نتحكم بها نحن ..

و أصبحنا نسير وفق ما يسر التيار ...

فلا حول لنا و لا قوة ... و نحن المظلومون ، و نحن المُتعَبون ، و نحن السائرون بحكم القدر ...

أصبحنا بلا هدف ... و أصبحت حياتنا بلا عنوان ...

أصبحنا نحيا حياة روتينية ، تدور عجلة الزمن فيها ليتكرر أمسنا اليوم ، و غدا يتكرر يومنا ، و هكذا نسير ...

لكن ...

أليس لنا وقفة لنرى من نحن ؟؟!!..

و ما هذه الحياة التى نحياها ؟؟!!... و هل ما نفعله و نعيشه هو الصحيح ؟؟!!...

بل هل معتقدنا فيما نحياه و نفعله صحيح؟؟!...

هل صحيح أن الحياة تصنعنا ؟؟... أم نحن نصنع الحياة ؟؟!!...

أعجبتنى جدا هذه الكلمات " لست وحدى فى هذا العالم ، لكن هناك عالم أنا فيه وحدى "

نعم ... ليس شرطا أبدا أن أصنع العالم ، و لكن بداخل هذا العالم الكبير ، توجد رقعة صغيرة أنا مركزها ..

هذه الرقعة .. هى عالمى الخاص ... عالمى أنا ...

عالم أصنعه .. أحياه .. أعيش من أجله ...

عالم أصنعه ، لا يصنعنى .. أحكمه ، لا يحكمنى ...

عالم أضع حجر أساسه .. و أؤسس بنيانه .. أصيغ قوانينه ..

ليصبح هذا العالم يعبر و بكل وضوح ... عنى أنا ...

عالم مثالىّ ؟؟!!...

خطأ أن أقول عالم مثالى إن كانت المثالية تعنى ... عدم الخطأ ..

فالخطأ جند من جنود الصواب ..

عدم الظلم ...

الظلم جند من جنود الحق ...

عدم الجهل ...

الجهل جند من جنود العلم ...

عاملى مثالىّ من حيث نظرتى إليه ... مثالىّ كما أراده الله لنا ..

فهو يحوى الشئ و نقيضه .. لنتعلم الشئ ، و لنتجنب نقيضه ...

و لا بأس إن وقعت فى النقيض بعض الشئ .. فهو أيضا من وسائل الوصول لهذا الشئ ..

إن الله علم منا ضعفنا ، و علم منا بشريتنا .. و علم قدراتنا ...

فلم يضع سبحانه قوانينه لبيئة خالية من كل سئ ، و من كل خبيث ...

بل سبحانه بعلمه و حكمته .. قدر وجود كل خير و شر ، كل طيب و خبيث ..

فوضع القوانين ، و سن النواميس ، ووضح عقوبة كل خطأ ..

أولا : تكفيرا عن هذا الذنب ...

ثانيا : واعظ لكى لا نقع فيه ..

ثالثا : وفقا بإنسانيتنا التى يصاحبها الشيطان ...

عالمى ... احاول أن ألتمس فيه الصواب ، و أبتعد فيه عن الخطأ ..

و إن كان من المعلوم يقينا أنه لا شئ كامل ... و لكنها محاولة ..

محاولة لمعرفة الحق و الصواب لإقامته ..

محاولة لفهم طبيعة الخطأ لتفاديه ..

و إن كنت لا أنفى وقوعى فيه .. فنحن بشر ..

محاولة لأعيش أنا ...

لا لأعيش الدنيا ...

أن أثبت وجودى هنا ..

أن أترك أثرا أنى كنت هنا ...

برغم انف هذا العالم ...

أحيا عالمى ...

... عالمى أنا ...