مـحـاكـمـة بـــــــــــــراءة

وقفت شاحبة .. بجسدها الهزيل ، و الدمع يتدفق من مقلتيها ..
تأوهت بتخاذل ... و ألقت بجسدها فى أقرب موضع فى ذلك القفص الحديدى ..
فكم لها من السنين محبوسة دون وجه حق ..
أو هكذا يخيل إليها ..

وفى كل مرة فى قاعة المحكمة يتكرر نفس الموقف ..

تقف لتدافع عن نفسها،
-فإن أحدا لم يكن يجرأ أن يدافع عن جريمتها الشنعاء- :
سيدى القاضى .. ليس لى ذنب ..
عرفته منذ أمد بعيد .. تعاهدنى و تعاهدته ..
وجدته ضعيفا أستجار بى ، فلم يسعنى إلا أن آجره ..
سيدى .. لو أستجار بك شخص و رأيت ما رأيته منه ،
لما وسعك إلا أن تحميه ..

فيجيبها :
ألا تدرين من الذى تسترت عليه؟؟
إنه المظلوم ...المظلووووووو ووووووووووووووو م
هل تستوعبين هذا ؟؟
إنها من أكبر الجرائم التى يعاقب عليها القانون ..

ترد :
سيدى صدقنى لم أعرف بأنها جريمة إلا وقت أن قبض علىّ..
فتقاليدى البالية ، و عاداتى الذميمة خَيَّلت لى أن ما أفعله الصواب ،
لكن أعدك أنى لن أفعلها ثانية ،
فمن ذا الذى يخالف القانون ؟؟..

ينظر إليها مليا ، ثم يسألها :
منذ متى و أنت مسجونة؟؟

تجيب :
منذ ما يزيد عن ثلاثون عاما يا سيدى و لا زال ..

فيهتف بصوت جهورى :
حكمت المحكمة على المتهمة براءة بإستئناف حبسها لحين النظر فى قضيتها ،
رفعت الجلسة ...

و نتفض القاعة